توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دواء ترامب وسر شويبس

  مصر اليوم -

دواء ترامب وسر شويبس

بقلم: خالد منتصر

يتعرض منهج البحث العلمى والدوائى لضربات عشوائية من أهل السياسة، فالعلم وخاصة أبحاث الفارماكولوجى على أى دواء جديد ووضع بروتوكولات علاجية لأى مرض ليست لعبة بسيطة على البلايستيشن تخضع لمزاج اللاعبين واختياراتهم، ولكنه روتين صارم ممنهج له خطوات مرتبة، كل خطوة تتم بناء على نجاح الخطوة السابقة، وهكذا، ولذلك ما فعله الرئيس ترامب بالدعاية لدواء «ريجينيرون» فى حديقة البيت الأبيض أمام وسائل الإعلام، فى شكل إعلانى صريح يذكّرنا بإعلان الفنان حسن عابدين عن سر شويبس!!، وإذا كان الفنان معذوراً فى الإعلان التجارى المشروع لأنه فى النهاية يعلن عن مياه غازية وليس دواءً لعلاج كورونا!!، وقف الرئيس وأعلن «أنا شفيت بعد جرعة الريجينيرون بيوم واحد، ومكثت أربعة أيام فى المستشفى برغم أننى كنت من الممكن أن أخرج قبل ذلك، ولذلك سأوفر الدواء وأوافق عليه فوراً»!!

هل الدواء يا سيد ترامب بإمضائك أم بإمضاء هيئة الغذاء والدواء FDA؟!، ولماذا لا تنتظر الخطوات المستقبلية التى تحتاج تجريب الدواء على آلاف الحالات؟، أنت رئيس بالفعل لكنك فى عدد حالات التجارب مجرد فرد مريض واحد، والتجارب الإكلينيكية تحتاج الآلاف، ولا يوجد فى بحوث الفارماكولوجى حساب الرئيس بألف مريض لأنه رئيس أمريكا!، من الممكن عندما يجرب على الآلاف يظهر أنه قد أدى لظهور نوع فيروس أكثر شراسة، أو عرض جانبى مستقبلى أخطر من الكوفيد، أو يظهر أن مناعتك الذاتية وحالتك البدنية هى التى تسببت فى شفائك الذى يحدث تلقائياً لدى ٨٠٪ من المرضى...الخ، البحث والتجارب الإكلينيكية هى التى تحسم مثل هذه المسائل وليست التصريحات الدعائية الإعلانية، حتى لو صدرت من أكبر رئيس فى العالم.

لكن القارئ لا بد أن يعرف ما هو دواء «الريجينيرون»؟، علاج ريجينيرون، المسمى ريجن - كوف - 2. هو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة: بروتينات مقاومة للعدوى تم تطويرها للالتصاق بجزء من فيروس كورونا المستجد الذى يستخدمه لغزو الخلايا البشرية، تلتصق الأجسام المضادة بأجزاء مختلفة من «شوكة بروتينية» على غلاف الفيروس، ما يؤدى إلى تشويه بنيتها - بطريقة مماثلة لتغيير شكل مفتاح بحيث لا يلائم قفله، وتتعلق النتائج بـ275 مريضاً فقط، وأوضح جيريمى فاوست، خبير الصحة العامة فى جامعة هارفارد، أن الأمر أثار احتمالات غير مريحة: إما أن فريق الرئيس لم يفهم مجرى العملية العلمية، أو أنهم فهموا ولكن ترامب تجاوزهم استناداً إلى نصيحة شخص آخر. وأضاف: «سيرى الناس هذا وسيعتقدون أن هذا هو العلاج الذى يجب أن تحصل عليه - وإذا لم تعطه لأشخاص آخرين مصابين بفيروس كورونا فإننا بذلك نحرمهم من المعاملة الخاصة».

فلنمنح العلم مساحته الخاصة وصرامته المميزة والتى تنعكس على نتائج الدقة والأمان، لنمنحه سر قوته، منهجه الذى يعتمد على رجاحة العقل لا على العضلات والتهاب العواطف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دواء ترامب وسر شويبس دواء ترامب وسر شويبس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon