توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عِش مرتين وأحب مرة واحدة

  مصر اليوم -

عِش مرتين وأحب مرة واحدة

بقلم: خالد منتصر

هذا عنوان فيلم إسبانى ساحر شاهدته على «نتفيلكس»، الفيلم آسر فى بساطته، دانتيلا سينمائية بدون أكشن ولا عضلات ولا مطاردات، باختصار خالٍ من كل البهارات الهوليوودية، بطل الفيلم أستاذ رياضيات فى مرحلة ما قبل الزهايمر مباشرة، أثبتت الاختبارات والأشعات أن ما يحدث له من اضطرابات ذاكرة مرجعها إلى مرض الزهايمر، يبدأ الفيلم باختبارات تثير ضيق أستاذ الرياضيات، فالطبيبة تسأله عن أرقام ومعادلات حسابية بسيطة يعتبرها إهانة له، لكن مع كل اختبار يُصدم وتُصدم ابنته فى مدى التدهور، يطلب الرجل الأكاديمى العجوز من ابنته أن تبحث معه عن حبيبته القديمة قبل أن تفلت منه خيوط الذاكرة، يريد أن يتشبّث بتلك الخيوط قبل أن يحط قاربه على شاطئ النسيان، تتردّد البنت، هل تلك خيانة لأمها التى رحلت وهى تتخيل أنها حب أبيها الوحيد؟، أمام رغبة الأب ترضخ، رحلة البحث عن الحب القديم فيها الشجن وفيها الكوميديا، فيها علاقة جميلة بين الحفيدة والجد، علاقة ناعمة وغريبة وأحياناً متوترة، ومع زوج الابنة اللايف كوتش المدعى.

فى نهاية الفيلم، عندما يصل إلى حبيبته التى رسم صورتها القديمة البريئة طوال الطريق، يجدها قد أصيبت بخرف الشيخوخة، وصلت قبله إلى كهف النسيان، تحدق فى الأفق بإحساس التوهان، يحس باللاجدوى، يغادر المكان الذى حلم به طويلاً، لكى تظل صورة الطفلة الصغيرة التى عشقها طفلاً مطبوعة كالوشم فى ذاكرته، وقبل أن يخبو آخر شعاع ضوء فى قبو ظلمته وقبر نسيانه، تكون معشوقته هى لحظة الوداع وشاهد الغياب.

فيلم إنسانى عمقه فى بساطته، وجاذبيته فى عدم استعراض المخرج لبهلوانيات سينمائية، قصة سينمائية مكتوبة بالكاميرا، وهذا يكفى، الصدق يكفى، وتأتى الصنعة فى المرتبة الثانية، كم نحن نخسر بصمات فنية متميزة بعدم مشاهدتنا لسينما مختلفة عن السينما الأمريكية، بالطبع هوليوود هى الأيقونة، لكنها ليست البوصلة الوحيدة للاتجاه الفنى، وليست المازورة السينمائية المتفرّدة التى يجب القياس بها وعليها، وها نحن قد شاهدنا حصد فيلم كورى لجوائز الأوسكار، وهو الذى يتحدث بلغة لا يعرفها إلا سكان هذا البلد فقط، فلننفتح على كل اتجاهات الفن، ولنحلم معاً بسينما إنسانية مصرية تنقل نبض الروح على الشاشة دون شقلباظات استعراضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عِش مرتين وأحب مرة واحدة عِش مرتين وأحب مرة واحدة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon