توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقل النقدى المتشكك يقتل الإشاعة

  مصر اليوم -

العقل النقدى المتشكك يقتل الإشاعة

بقلم : خالد منتصر

لماذا تنتشر الإشاعات فى مجتمعاتنا بسرعة الضوء؟، لماذا تحترق حقول الحقيقة بكرة بنزين معلقة فى ذيل قط يركض بلا هدى ولا هوادة؟، لماذا وعينا بتلك الهشاشة؟، كيف ينهار جهاز مناعتنا الذى يفلتر الأخبار بتلك السرعة؟، إنه غياب العقل النقدى المتشكك، لم نتعلم فى المدرسة السؤال، لم يسمح لنا المدرس بالمناقشة والتفنيد، لم يترك لنا المنهج الدراسى ثغرة ننفذ منها لنكذّب وندحض، نحن فى المدرسة أجهزة استقبال لا إرسال، لنا ألسنة لكنها خرساء، لنا عيون لكنها أدوات بصر لا نوافذ رؤية، من لديه عقل نقدى مشكك، ومن تشكل لديه وعى ناقد لا يرضى بمجرد الاستهلاك السلبى، عندما يعرض أمامه خبر أو بوست أو تويتة، يقوم بالتفنيد والبحث والاستقصاء، تمر المعلومة عبر طبقات وعيه الجيولوجية، عبر فلاتر متتالية، تصفى الخبر أو المعلومة من شوائب الكذب والمبالغة والتضخيم والمراوغة والتزييف والتدليس، هذه هى العقلية العلمية التى نفتقدها، ولا أقصد بالعقلية العلمية الشهادة الجامعية، فمن المدهش أن تجد فى مصر حاصلين على دكتوراهات وأساتذة جامعات، مخدوعين فى فوتوشوب، أو مصدقين لخرافة أو معلومة وهمية أو كذبة مزوقة!، هو حاصل على الشهادة بالحفظ والتلقين وليس بالإبداع والنقد والابتكار، عدم التربية على فضيلة السؤال خلقت لديه عقلاً هو مجرد سلة لجمع نفايات الأخبار المزيفة والمعلومات الكاذبة، تخويف الطفل من علامات الاستفهام وخفض سقف فضوله إلى ما تحت عنقه، يخنقه ويمنع عنه أوكسجين الحرية ويقتل الخيال، فيكبر معه الخوف ويتحول إلى تنين يطلق عليه ألسنة النار عند محاولة أى سؤال، عندما سألت مدرس التاريخ فى المرحلة الابتدائية عن الأسلحة الفاسدة معترضاً على كلامه عن أن المدفع يضرب القنبلة إلى الخلف لا الأمام، وكانت وجهة نظرى أنها صعبة بل مستحيلة، عاقبنى المدرس ومنحنى الصفر العظيم وطردنى من الفصل لأننى تساءلت وقال لى «منذ متى كان للفلحوس وجهة نظر؟»، ومنذ ذلك اليوم لم أكف عن السؤال ولن أكف، حتى ولو اتهمت بالإزعاج والشغب الفكرى، فقد فطنت منذ ذلك اليوم إلى أن قمع السؤال وقتل الفضول الفكرى والشغف المعرفى، هى أول أسلحة اغتيال الفرد والشعب، انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وإدمانها لدى من لا يمتلكون هذا الوعى النقدى شبيه بانتشار فيروس الإنفلونزا وسط مرضى الإيدز الذين بلا مناعة!، وسائل التواصل من أعظم الإبداعات البشرية وقد أحدثت ثورة على مستوى الوعى، لكن الشرط الأساسى أن يكون هناك وعى أصلاً، ومن لا يمتلك الحس النقدى المتشكك هو مغيب فاقد للوعى، لنبدأ حملة تربوية إعلامية علمية لتربية هذا العقل النقدى المتشكك المتسائل الفضولى الذى تقل عنده الخطوط الحمراء وتزيد الإشارات الخضراء وتتسع مساحة ورحابة الحرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل النقدى المتشكك يقتل الإشاعة العقل النقدى المتشكك يقتل الإشاعة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon