توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتفالية بورسعيدية مصرية لمحمود ياسين

  مصر اليوم -

احتفالية بورسعيدية مصرية لمحمود ياسين

بقلم: خالد منتصر

أتمنى من السيد محافظ بورسعيد أن يرعى أسبوع احتفالية بالفنان محمود ياسين فى مسقط رأسه الذى عشقه، لعرض بعض أفلامه وتحليل مسيرته الفنية مع بعض النجوم والنقاد. بدأت مقالى بهذا الطلب مباشرة قبل الحديث عن فناننا العظيم، لأن الفنان من الممكن أن ينسى لكن الجمهور لن ينسى، فقد أعلنت الفنانة شهيرة أن فناننا الجميل محمود ياسين مصاب بألزهايمر منذ ثمانى سنوات، برغم أن الفنان محمود ياسين لن يقرأ هذا المقال، فإنه يكفينى أننى أكتب عنه حتى إن لم تصافح عيناه كلماتى، فأنا راضٍ ومستمتع بأن يستدعى عقلى ويستعيد وجدانى فتى أحلام السبعينات ونموذج الرجولة والوسامة بالنسبة لجيلى، الذى تشبّعت عيونه فى فترة المراهقة برؤية هذا الفنان الجميل الذى كانت أوتار حنجرته هى شاطئ راحتنا ونخلة ظلنا وقارب أحلامنا. أعلنت وسائل الإعلام أنه قد قرر الاعتزال لظروفه الصحية، اعتزاله قراره الشخصى الذى من حقه أن يأخذه، لكننا لن نعتزله، وهذا هو قرارنا الشخصى الذى ليس من حقنا ولا فى استطاعتنا اتخاذه، فمحمود ياسين قد صاغ الوجدان وصار حجراً فى بناء ذاكرتنا البصرية والفنية والروحية، ووشماً نافذاً فى شغاف القلب وتلافيف المخ لا يمكن محوه ولو بماء النار.

تجربتى الشخصية مع هذا النجم هى تجربة جيل مع أيقونة، لم أكن مجرد مشاهد لأفلامه، فقد كانت نبرات صوته تنفذ إلى ما تحت الجلد، إلى مسام روحى، كان يتحدث وكأنه يعزف بمهارة على كمان من خشب الصنوبر، كنت منجذباً بمغناطيس ياسينى إلى تلك الشاشة السحرية، شاهدته أول ما شاهدته فى سينما اللبان بدمياط، حيث كنت أقضى إجازتى الصيفية، وشاهدت بالصدفة شقيقه، الذى كان قد ترك بورسعيد بعد هزيمة ٦٧ فى فترة الهجرة إلى دمياط ورأس البر، كان يشبهه إلى حد بعيد باستثناء الشعر المنفوش الذى كان موضة السبعينات، بالسيشوار والقصة والسوالف، قلّدناه فى كل شىء من البنطلون الشارلستون الواسع وقمصانه المشجرة، إلى طريقة كلامه ولغته الجسدية التى يستعين فيها كثيراً بأصابعه الرشيقة. ما زلت أتذكر دوره الذى لم يستغرق دقيقة على الشاشة فى «شىء من الخوف»، وهو يحمل نعش ابن يحيى شاهين، الذى قتله عتريس، ثم بدايته مع الفنانة الجميلة شادية فى «نحن لا نزرع الشوك»، ثم فاتن حمامة فى «الخيط الرفيع»... إلخ، هاجمه نقاد كثيرون على أنه يسكن الاستوديوهات طوال العام، ويمثل خمسة أو سبعة أفلام فى السنة، وأغلب الأحيان يمثل فيلمين فى الوقت نفسه، لكن ياسين كان ظاهرة، كل النجمات يعشن حلم التمثيل أمامه لضمان النجاح، المنتجون يتهافتون عليه، دور السينما تضع أفيشاته لمغازلة الجمهور. للأسف الأجيال المعاصرة لم تتعرف على محمود ياسين مسرحياً، ولمن يريد أن يعرف ملك الإلقاء المسرحى، فليشاهد «ليلى والمجنون» لصلاح عبدالصبور، مونولوجات تلك المسرحية بإلقاء محمود ياسين يجب أن تدرّس، متعة استماع ومشاهدة تحلّق بك فوق السحاب.

كتابة تاريخ محمود ياسين تحتاج إلى مجلدات، وليس إلى زاوية صحفية، لكن الإشارة أحياناً تكون أفضل من الاحتواء، أردت أن أحتضن محمود ياسين بكلماتى، فقد اقتربت منه إنسانياً أثناء إعداد حلقات لـ«الشرق الأوسط» كنت قد كتبتها على شكل مقامات، وأيضاً فى حملة لمقاومة الختان، الإنسان محمود ياسين، مثل الفنان محمود ياسين، نهر يتدفق إنسانية، وقطعة ماس تتألق بريقاً.

نريده مجرد اعتزال لا عزلة.. محمود ياسين، من حقك أن تعتزل، ولكن أيضاً من حقنا أن نعشقك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتفالية بورسعيدية مصرية لمحمود ياسين احتفالية بورسعيدية مصرية لمحمود ياسين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon