توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام والعالم والأزمة

  مصر اليوم -

الإسلام والعالم والأزمة

بقلم: خالد منتصر

وصلتنى رسالة من الأردن بقلم الطبيب د. محمد طلافحة، تعليقاً على ما يحدث فى فرنسا، يقول فيها:

تابعنا جميعاً تصريح الرئيس الفرنسى «ماكرون» الذى يقول: إن الدين الإسلامى بات يمر بأزمة فى العالم بأسره وليس فقط فى فرنسا، سنحاول فى هذا المقال تحليل هذا الادعاء لنرى مدى صحته ومصداقيته.

عندما نتحدث عن الإسلام عبر العصور ابتداء من زمن الرسول يتبين لنا أن المسلمين عاشوا فترات متباينة، فمن دولة صغيرة تحكم مدينتى مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى دولة تمتد من الصين شرقاً إلى فرنسا والأندلس غرباً فى عهد الدولة الأموية.

بعد ذلك بدأت الدولة الإسلامية تضعف تدريجياً فى العصر العباسى الثانى حيث بدأت الفتن والحروب الداخلية، حتى سقطت أمام غزو المغول «التتار» وسقوط بغداد عام 1258م وانتهاء حكم العرب للعالم الإسلامى.

ومع ظهور الدولة العثمانية، التى سيطرت على أجزاء واسعة من الوطن العربى عانت خلالها من الفقر والجهل والظلم والاستبداد، حيث كان يمنع انتشار العلم أو قراءة كتب الفلسفة، كما تم تحريم دخول الطابعة إلى البلاد الإسلامية، فكانت تلك النقطة بداية النهاية للحضارة الإسلامية، فلك أن تتخيل -عزيزى القارئ- أنه مع انهيار الدولة العثمانية عام 1917م بلغت نسبة الأمية فى مصر 95%.

ومع بدء حركات المقاومة والاستقلال للاستعمار التى أسفرت عن استقلال صورى فى أغلب الأقطار العربية، ووجود كيان إسرائيلى فى قلب الوطن العربى لمنع أى فرصة لاتحاد العرب والمسلمين مرة أخرى، ولم يكن حال باقى الدول الإسلامية أفضل حالاً، فقد عانت من الاستعمار البريطانى والثورات والحركات الإرهابية فى دول مثل باكستان وأفغانستان.

ومع ظهور حركة الإخوان المسلمين فى مصر عام 1928م بقيادة حسن البنا وانتشارها فى عدة دول عربية مرتدية عباءة الدين، لتصل إلى أهدافها السياسية المتمثلة بالحكم والسلطة من خلال تنفيذ أجنداتهم بنشر الحجاب والثقافة الإسلامية المتطرفة والتى نتج عنها عدد من التنظيمات الإرهابية، وكما كان لها دور بارز فى ثورات الربيع العربى التى أباحت الخروج على الحاكم، لتنفيذ أجندتها الخارجية المدعومة من أمريكا لتقسيم العالم العربى إلى دويلات صغيرة على أسس عرقية وطائفية.

بالنظر إلى العالم اليوم، لا يمكننا أن ننكر أننا نعيش فى أزمة إنسانية وحضارية وعلمية ودينية حتى، فما زلنا نكفر ونقتل بعضنا باسم الدين والكل يدَّعى أنه على صواب وكل من يخالفه كافر يستباح دمه وعرضه، فما زال العالم الإسلامى يعيش انقسامات كثيرة وجهلاً وتخلفاً حيث بِتنا فى واد سحيق متقوقعين بين الحضارتين الشرقية والغربية ونحن غارقون بينهما فى سبات عميق.

وأخيراً جاءت حادثة قتل المعلم الفرنسى الذى قُتل بعد عرضه رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للرسول لتكون القشة التى قصمت ظهر البعير، فلا مبرر للقتل مهما كانت الأسباب والظروف، فهذه هى حرية الرأى التى يفتخر بها الغرب مثل فرنسا والتى أعطت حقوقاً للمسلمين أنفسهم بممارسة شعائر الدين الإسلامى بحرية.

أختم مقالى هذا بالشكر للرئيس ماكرون، فوجب قول كلمة الحق، فنحن نعيش بكابوس حقيقى، فما زلنا نفكر فى الخلافات بين الصحابة فى العصور الوسطى، فلا سبيل للتقدم إلا من خلال نبذ خلافات الماضى والاختلافات الفكرية والعقائدية بيننا، ورص الصفوف والاتحاد معاً للنظر إلى المستقبل كى لا تزداد الفجوة الهائلة بيننا وبين باقى الأمم والشعوب فى العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام والعالم والأزمة الإسلام والعالم والأزمة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon