توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا لإعفاء دور العبادة من رسوم الكهرباء

  مصر اليوم -

لا لإعفاء دور العبادة من رسوم الكهرباء

بقلم : خالد منتصر

«تقدم النائب محمد الزاهد، عضو لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، ونائب دائرة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، باقتراح برغبة موجّه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الكهرباء والإسكان، بشأن إعفاء المساجد والكنائس من رسوم المياه والكهرباء، وشدد «الزاهد»، فى الاقتراح برغبة، على ضرورة إعفاء دور العبادة سواء مساجد أو كنائس من رسوم فواتير استهلاك الكهرباء والمياه، مؤكداً أن ذلك يأتى دعماً لدور العبادة»، انتهى الخبر ولم تنتهِ الدهشة، السؤال لماذا؟، واشمعنى؟، وماذا يقصد النائب الجليل المحترم بدعم دور العبادة من خلال إعفاء المساجد والكنائس من رسوم المياه والكهرباء؟، أين وجه الدعم؟، وهل نحن على أبواب غزوة الخندق مثلاً؟، إن عدم دفع رسوم المياه والكهرباء جريمة فى نظر القانون.

والسؤال الملح هل نحن نريدها دستوراً وقانوناً أم فتاوى ودروشة؟! لماذا يتطوع نوابنا عن طيب خاطر بالتخلى عن أبسط بديهيات وأبجديات الدولة المدنية دولة المواطنة والقانون فى سبيل وضع رقبتنا تحت مقصلة الدولة الدينية؟، دور العبادة ليست استثناء بل المفروض أن تكون قدوة، وفى ظل شح المياه وأزمة سد النهضة والخوف من التصحر، يأتى نائب محترم ليشجع على إهدار الحنفيات المفتوحة بدون حساب فى عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من دور العبادة، عندما أذهب إلى قرية وأجد الفلاحين الذين يشتكون من فواتير كهرباء بيوتهم، نائمين فى الصيف على الموكيت فى الجوامع مستمتعين بالتكييفات، تاركين النوافذ مفتوحة لمضاعفة الاستهلاك والتحميل على أجهزة التكييف التى تأتى على شكل تبرعات من مواطنين، هم أنفسهم الذين لو طلبت منهم أى تبرعات لمستشفى أو مدرسة لن يدفعوا مليماً واحداً بينما يدفعون عشرات الآلاف فى تكييفات لدور عبادة!!، بالرغم من أنك تستطيع أن تصلى لله فى أى مكان، لكنك لن تستطيع أن تركب قسطرة قلب أو تغسل كلى إلا فى مستشفى.

تلك المطالبات وغيرها ستجرنا إلى سلسلة من الاستثناءات تحت لافتة ترسيخ الإيمان ودعم دور العبادة، بالرغم من أننا لا نمل ليل نهار من ترديد أننا شعب متدين بطبعه يعنى لا يحتاج إلى ترسيخ أو دعم، سيخرج علينا نائب فاضل آخر يطالبنا بإعفاء مشايخ الفضائيات والدعاة الذين يسافرون مع رحلات العمرة والحج من الضرائب، أو القساوسة الذين لهم بيزنس خارجى فى عقارات أو شركات، لأنهم ناس بتوع ربنا وما يصحش!!، هل ما طالب به النائب ممثل الشعب هو تقرب إلى الله ودعم له، أعتقد لا، لأن الله هو الذى يدعمنا وليس العكس، وإنما أخشى أن يكون مغازلة لمشاعر بسطاء سيطر عليهم المزاج السلفى، ودور نوابنا ليس المغازلة وإنما الإيقاظ والتنوير وترسيخ مفاهيم القانون والمواطنة، نحن فى مرحلة نحاول أن نفهم المواطن بأن كل خدمة لها مقابل، هذا المواطن الذى عاش مدمناً فيما مضى لإحساس عيال الحكومة، لا بد أن يحس أن دار العبادة التى يدخلها لا تسحب الكهرباء «سفلقة» كما يقولون بالبلدى على قفا الدولة، كيف سيصدق هذا المواطن رجل الدين بعد ذلك؟، كيف ستستطيع الدولة توصيل رسائلها التنويرية التجديدية من خلال هؤلاء الدعاة والمشايخ والقساوسة، والمصلون يحسون أنهم يدفعون أرباع وأنصاف مرتباتهم فى فاتورة الكهرباء، بينما من يلقون عليهم الخطب العصماء عندهم إعفاءات وأعذار شرعية؟! لهذا نقول لا لهذه الإعفاءات، فالذى سيعود على المواطن بالنفع على هيئة خدمات وطرق وكبارى... إلخ، مصدره سيكون قراءة الفواتير والعدادات لا قراءة الأذكار والتسبيحات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا لإعفاء دور العبادة من رسوم الكهرباء لا لإعفاء دور العبادة من رسوم الكهرباء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon