توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دار الإفتاء والتجارب السريرية

  مصر اليوم -

دار الإفتاء والتجارب السريرية

بقلم: خالد منتصر

زفَّت إلينا وسائل الإعلام خبر أن دار الإفتاء -والحمد لله- قد حسمت قضية التجارب السريرية!!، الخبر يقول: «حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الدائر حول مسألة «التجارب السريرية» بإجراء تجارب طبية على جسد الإنسان، وأكدت فى فتوى جديدة لها أن اختبار الدواء على جَسَد الإنسان هو ما يطلق عليه «التجارب السريرية»، والتى تعرفها منظمة الصحة العالمية بـ«التقييم الفعلى لفَرْض طبى -دوائى أو جراحى- جديد»، وهذا جزء من المفهوم الشامل للتجارب الطبية، التى تعنى: الانحراف عن الأصول الطبية المتعارف عليها لجمع معطيات علمية أو فنية، أو اكتساب معارف طبية جديدة بهدف تطوير العلوم الطبية والبيولوجية والحيوية.

وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها أن هذه الاختبارات الطبية فى مجملها تتماشى مع حَثِّ الشرع الشريف على التداوى من الأمراض وإرشادِه إلى البحث عن العلاج، فقد روى أبوداود والبيهقى فى «سننيهما»، والطبرانى فى «المعجم الكبير» حديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ الله عز وجل أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام»، وعند الإمام أحمد من حديث ابن مسعود رضى الله عنه، قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً، عَلِمه مَن عَلِمه، وجهله مَن جهله»، انتهى هذا الاقتباس من الخبر الذى نقلته وسائل الإعلام على أنه فتح علمى وانتصار بحثى عظيم، لكن الحقيقة أن من يحسم ليس دار الإفتاء أبداً، وهى ليست جهة اختصاص على الإطلاق فى تلك المشكلات الطبية، والفتاوى الدينية لا مكان لها فى البحوث الطبية، ويكفى ما حدث فى ختان البنات عندما اعتمد مؤيدو الختان على فتوى الشيخ جاد الحق وهو شيخ الأزهر السابق، وابتعدوا عن أنها جريمة طبية وأدخلونا فى معترك هذا حديث ضعيف أم حديث صحيح؟، وهل الفقيه فلان الفلانى أصدق من علان العلانى إلى آخر هذه المتاهة الجدلية العقيمة، ويكفينا أيضاً أن قانون زرع الأعضاء لم يفعل منذ صدوره فى ٢٠١١ نتيجة فتوى الشيخ الشعراوى أن أجسادنا ملك لله ولماذا نؤجل لقاء الإنسان بربه؟!!، ثم نأتى الآن لنعيد التجربة الأليمة ونحشر أنوف رجال الدين فى المسائل الطبية الدقيقة، وندخل أنفسنا فى متاهات المباح والمكروه والجائز والمعلوم من الدين بالضرورة.. إلخ مع قضايا لا تحسم إلا فى المعامل لا فى المساجد ودور الإفتاء، يحكمها رأى البالطو الأبيض لا العمامة الحمراء، ما علاقة البيهقى والطبرانى بالتجارب السريرية؟!! ما علاقة دار الإفتاء بـphase 1 and phase2 and phase3؟؟، هل دار الإفتاء ستحدد لنا المجموعة الضابطة والبلاسيبو؟، ومن الذى أخبر دار الإفتاء أن أبحاث الدواء لا تراعى صحة الإنسان والأعراض الجانبية؟ هناك أدوية تسحب من السوق بعد نزولها نظراً لأن مريضاً تعرض لخلل فى كهربة القلم مثلاً، والذى أجَّل لقاح أكسفورد هو شخص واحد فقط تعرض لالتهاب فى النخاع الشوكى فتوقفت الأبحاث إلى حين، والأهم هذا اللجوء المزمن للفتاوى الطبية والتفاخر بالمليون فتوى سنوياً، هو علامة مرض اجتماعى وفكرى وعقلى وليس علامة صحة وعافية أبداً، الدولة المدنية الحقيقة تلجأ فى الطب إلى رأى الأطباء فقط ولا دخل لرجال الدين فى تلك القضايا، الرحمة يا سادة بالدين والعلم، كلاهما يعانى عسر هضم عقلى ومعرفى من تخمة الفتاوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دار الإفتاء والتجارب السريرية دار الإفتاء والتجارب السريرية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon