توقيت القاهرة المحلي 05:23:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم «داروين»

  مصر اليوم -

يوم «داروين»

بقلم: خالد منتصر

صار يوم ١٢ فبراير من كل عام هو يوم عيد ميلاد داروين، واليوم العالمى للاحتفاء بأعظم عالم بيولوجى على مر التاريخ وصاحب أكبر ثورة علمية فكرية أثرت فى كل مناحى واتجاهات الفكر الإنسانى، وسر تميّز داروين ببساطة هو عقله الجبار وخياله الجسور، الذى جعله يكتشف نظريته بمجرد الملاحظات والمقارنات بجهد يحتاج إلى مؤسسات وجامعات يعمل فيها مئات الباحثين، والمدهش أنه كلما تقدمت التكنولوجيا صارت تثبت صحة نظريته وترسخها وتعضدها أكثر.

وصلتنى تلك الرسالة من كندا بتلك المناسبة من طبيب الأسنان والكاتب الجميل د. خالد طلعت، لم أجد أفضل منها للتعبير عن تلك المناسبة، كتب خالد طلعت:

يحتفل العالم فى هذا اليوم من كل عام بميلاد أحد أكبر عباقرته وأخلدهم، وهو العالم الإنجليزى تشارلز داروين، صاحب السبق فى الكشف عن عملية تطور الكائنات الحية وأصل الأنواع.

يعتبر داروين من أكبر وأهم الأمثلة على خرافة أنك يمكنك أن تستدل على صحة شىء ما من إجماع الناس عليه، فلقد وقف وحيداً أمام العالم أجمع، بل وأمام جل علماء عصره، ليخبرهم بما قلب كل أفكارهم وقناعاتهم السابقة رأساً على عقب!

وقتها تمّت محاربته حرباً شرسة واتّهم بالكفر والإلحاد، وما إلى ذلك من التهم التى يلجأ إليها الخرافيون من كل دين لإرهاب من يجرؤ على الاختلاف، وعلى إعمال العقل فى ما يعتبرونه من المسلمات.

ومع ذلك، فلم تمضِ ثلاثون عاماً على وفاته فى ١٨٨٢ حتى قام ٤٠٠ من أبرز العلماء والمفكرين من جميع دول العالم بإقامة مؤتمر عظيم فى كامبريدج بإنجلترا فى عام ١٩٠٩ لمناقشة ما تم اكتشافه وقتها من أدلة علمية تدعم نظرية داروين وتؤكد صحتها، وهو ما دفع بهؤلاء العلماء -وكثير منهم كان يعارض داروين بشدة من قبل- للاحتفال بذكراه، رغبة منهم فى الاعتذار عما لقيه من حرب شرسة، ومن تسخيف لأفكاره الثورية!

وفى الخمسينات من القرن الماضى، وبعد الاكتشافات الحديثة فى علوم الوراثة، تم تأكيد معظم ما قاله داروين وإثباته معملياً، مما دفع بالمجتمع العلمى للاحتفاء به فى مؤتمر آخر أقيم فى جامعة شيكاغو عام ١٩٥٨، ثم بدأت الجامعات والهيئات العلمية فى الولايات المتحدة وكندا وباقى دول العالم المتحضّر تحتفل تدريجياً بيوم داروين كل عام، حتى أعلن فى عام ١٩٩٧ عن اعتبار يوم ميلاد داروين من كل عام يوماً لتخليد ذكرى هذا العالم العظيم!

اليوم اختلفت نظرية النشوء والارتقاء وتشعّبت كثيراً عما أتى به داروين، وتم سد الثغرات وتصحيح بعض الملتبسات بالنسبة لبعض التفاصيل، لكن الإطار العام الذى أتى به داروين ما زال سليماً، بل وتم تأكيده بما لا يدع مجالاً للشك بعد فك الشفرات الوراثية للكائنات الحية بالكامل وإدراكنا أننا جميعاً من بشر وحيوان ونبات وبكتيريا، بل وفيروس نتشارك فى الشفرات الوراثية نفسها، التى بنت الحياة، وأدت إلى تطورها وتعقّدها، وبعدما أصبح تطور جين ما أو صفة وراثية ما إلى جين آخر أو صفة وراثية أخرى ليس فقط عملية معروفة بدقة، بل أيضاً قابلة للتحكم صناعياً من قبل البشر، مما يجعل من إنكار التطور ليس أكثر من إعلان عن الجهل والإفراط فى البلاهة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم «داروين» يوم «داروين»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon