بقلم: خالد منتصر
ما أن تكتب على «جوجل» طبيبة المحلة حتى تنهال وتنهمر العناوين المثيرة والصفات النارية، حفلة تجريس إنترنتية إعلامية مرعبة ومقززة، عنتيلة الغربية، عنتيلة المحلة، ٤٠ فيديو جنسياً فى أوضاع مخلة... إلخ.
ظهر بعدها أن كل ما قاله الزوج كذب وضلال وادعاء، بلاغه كاذب، أجرم فى حق زوجته وشوه سمعتها ليحتفظ بشوية «عفش» وهلاهيل منقولات!! يشكك فى نسب ابنه ليمتنع عن دفع نفقة!
هل وصلنا إلى هذا المستنقع العفن؟ ولماذا نستسهل الخوض فى الأعراض إذا كانت الضحية امرأة؟ لماذا نستلذ بأكل لحمها والنميمة فى أخص خصائصها؟ لا نفكر فى السؤال عن الحقيقة لكن سؤالنا وإلحاحنا وفضولنا كان عن تلك الفيديوهات، كيف نشاهدها وهل من الممكن نقلها على مواقع البورنو لنستمتع بكوننا من قبيلة الزومبى؟ كم شخصاً فى مصر قرأ خبر براءة الزوجة الطبيبة البيطرية التى كل جريمتها أنها قد اتهمت زوجها بتبديد المنقولات؟ من يستطيع استعادة سمعتها التى أُهدرت وأهينت من كل عابر سبيل؟
بداية لم نفكر بالمنطق البسيط جداً الذى يفضح رداءة الحكاية، فلاشة عليها أفلام جنسية داخل «المرتبة»!! ثم السؤال المنطقى الذى يفضح سذاجة القصة الملفقة لماذا التصوير؟ وكيف؟ وأين؟ وما الغرض؟ خاصة أن المتهمة سيدة وليست رجلاً!!! القصة غير محبوكة من الأساس، لكن قبيلة الزومبى مستعدة للتغاضى عن كل ثغرات القصة، بل وتضع عليها التوابل والبهارات لمزيد من الإثارة، هل تريدون قراءة أدلة براءتها؟ هل ستنشرونها على صفحاتكم مثلما نشرتم فضيحة الفلاشة بكل تفاصيلها؟ هل أنتم مستعدون فى المواقع و«فيس بوك وتويتر» لأن تعتذروا للطبيبة وتعملوا «شير» لحيثيات براءتها، نجرب ونشوف، اقرأوا وانشروا هذا الكلام وأنصفوها، اعملوا شير لهذا الكلام «أكدت مصادر أمنية بمديرية أمن الغربية اليوم الخميس، أن جميع التحريات الأمنية التى أجريت بنطاق فرع البحث الجنائى بدائرة قسم شرطة ثان المحلة، كشفت عدم صحة البلاغ المقدم من جانب زوج ضد زوجته «طبيبة بيطرية» واتهامها بالزنا، وعدم صحة البلاغ والتوصل لأى إدانات حيال ارتكاب الزوجة للفحشاء وممارسة الرذيلة من عدمه». ضعوا هذا الكلام فى مقدمة صفحاتكم لا فى الذيل «وتوصلت التحريات الأمنية إلى أن الزوجين ارتبطا رسمياً قبل 3 سنوات، وعاشا معاً بنطاق مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، فضلاً عن عدم استقرار الزوجة بالمحلة وشهادة من يعرفها بحسن الخلق، حسب مصادر التحريات السرية التى عرضت على أعضاء النيابة العامة، وتابعت المصادر الأمنية أن المحامى وكيل الزوج قدم فيديو واحداً للنيابة والجهات المعنية للتحقيق لا تظهر فيه صور شخص بعينه وذلك سعياً فى الضغط عليها وإبرائه من حقوقها الزوجية، فضلاً عن تخبط الزوج فى روايات الاتهامات المتنوعة».
نحن نفضح بالميكروفون فى ميدان عام، ونقدم البراءة همساً فى زقاق جانبى مهجور!!، فهل لدينا شجاعة الإنصاف وجسارة تقديم الحقيقة.