بقلم: خالد منتصر
حدثان مصريان فى نفس اليوم على أرض الإمارات، مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك، وتكريم د. مجدى يعقوب فى مبادرة صناع الأمل، فى الحدث الأول مصريون يلعبون الكرة ومنهم فريق وهو الزمالك يتوَّج بالكأس، وفى الحدث الثانى فريق مصرى، بقيادة سير مجدى يعقوب نجم جراحة القلب فى العالم، يبنى مستشفى قلب جديداً ويتوَّج بتبرعات ٨٨ مليون درهم لاستكمال هذا المشروع العظيم، ما حدث فى مباراة السوبر من الجماهير واللاعبين أخجلنى وجعلنى بعد المباراة حائراً أتساءل فى دهشة وغضب نفس السؤال الذى طرحه د. جلال أمين «ماذا حدث للمصريين؟» لماذا وصلوا إلى تلك الفجاجة فى اللغة والسلوكيات؟ وهذا الاحتقان فى التنافس والمباريات؟ على أرض دولة أخرى من المفروض أن نتحلى بروح الرياضة الأخلاقية لا البلطجية، ولكن ما حدث بعد المباراة من حركات خارجة وألفاظ قبيحة وإلقاء زجاجات مياه وأثناءها من هتافات قذرة وتطاولات سخيفة، كل هذا جعلنى أشعر بالحرج أن تلك هى صورتنا فى الخارج، وتساءلت إذا كانت قد أقيمت تلك المباراة السوبر على استاد القاهرة وبحكم مصرى هل كانت ستمر مرور الكرام أم كانت ستتحول إلى مجزرة؟! هل ما زال من يبكى على خلو مدرجات ملاعب الكرة فى مصر من الجمهور، مقتنعاً بأن القرار خاطئ؟! ما شاهدته يجعلنى أقول إن هناك انحداراً أخلاقياً واستعداداً عدوانياً للتدمير مستعداً أن يطفو على السطح فى أى لحظة، ومن الخطر أن نقيم سوبر مصرياً بجمهور على أرض مصر، وهذا محزن ومخجل، لكنه حقيقى، عار أن يحدث هذا على استاد أبوظبى فى نفس اللحظة التى يفخر بها حاكم دبى بالجراح مجدى يعقوب وبمشواره العلمى والمهنى الرائع، ويشكر فيه أحد المتبرعين الإماراتيين د. يعقوب على أنه قد أنقذ والدته من الموت، ويبادر ابن حاكم دبى من فرط حبه واحترامه وتقديره للضيف العظيم مجدى يعقوب بالتبرع منفرداً بـ٤٤ مليون درهم، هؤلاء مصريون فى فريق رياضى، وهؤلاء مصريون فى فريق علمى، لكن شتان الفرق، والجماهير الشتامة هى نفسها الجماهير التى سألت فى أكشاك الفتاوى هل سيدخل مجدى يعقوب الجنة؟! وإذا كنا غاضبين من أغانى المهرجانات القبيحة، فلنسأل أنفسنا ألم تكن تلك المشاهد المخزية فى المباراة مهرجانات قبيحة ومزرية ومخزية هى الأخرى؟