توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَن سرق الجامع فى ليبيا؟

  مصر اليوم -

مَن سرق الجامع فى ليبيا

بقلم : خالد منتصر

وأنا أرى الحاضرين فى برلين يناقشون موضوع ليبيا التى صارت مستباحة بميليشيات الفاشية الدينية، أتخيل بين الجالسين المفكر الليبى العظيم الراحل الصادق النيهوم، وأكاد أسمعه وهو يخاطب شعب ليبيا قائلاً: «لو كنتم قد أنصتم إلى كلماتى وقرأتم ما كتبته ونبهت إليه ما كنتم قد وصلتم إلى تلك الهاوية»، ربع قرن على رحيلك يا أيها الصادق الذى أنكرك مجتمع أدمن الكذب، حذرت من سيطرة الإسلاميين على مقدرات ليبيا، وشخصت الداء، تساءلت مَن الذى سرق الجامع فى كتابك الإسلام فى الأسر، لكن من يقرأ ومن يبحث ومن يسمع؟!، أعيد على الليبيين ما كتبه الصادق النيهوم لعلهم يتفكرون، يقول الصادق:

الشعوب التى تفشل فى تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ.إننا فى ليبيا لا نملك مشكلة اسمها الجهل، بل مشكلة أكثر قبحاً وأكثر تعقيداً اسمها صرامة الموقف العقلى السائد.

ليبيا دولة من القش فوق بحيرة من البترول.. ما أسرع أن تأكلها النيران. وخلال الليل كان بوسعى أن أمدّ يدى عبر النافذة وألمس وجه الحزن الذى تقطر به السّماوات فى ليبيا بلا انقطاع. فالحرب لا تستمر خمس سنوات كاملة دون أن تصبح مملة، الحرب مثل أى مسرحية أخرى، لا تستطيع أن تكون مثيرة إلى الأبد.

يا إلهى إن بنغازى كلها تراب، المطار والطرق المؤدية إلى المطار وعيون الأطفال الموتى، بنغازى كلها تراب.. تراب. الجهل مثل المعرفة، قابل للزيادة بلا حدود. لا نملك شيئاً نلتقى عنده، فكل واحد منا يمشى فى اتجاه أنفه. وكل خطوة فى الاتجاه الخطأ ندفع ثمنها مرتين.

الجهل -مثل جميع الأمراض العقلية- يحقق رابطة متينة بين الفئات المصابة به بغض النظر عن اختلافاتها الاجتماعية ويرصها جميعاً صفاً واحداً ضد الأعداء وراء الجدار، فى حالة استعداد دائمة للبدء فى القتال.إذا كانت أحلامنا جميلة ومشروعة فإن أول خطوة لتحقيقها هى أن نستيقظ.

افتحوا نوافذكم على العالم، وواجهوا أنفسكم، ودعوا الأشياء تنال قيمتها الحقيقية بدون إقحام لعوامل الغضب أو الرضا.ثم جاء البترول وأنقذنا من الموت جوعاً بين جيراننا.. ولكنه لم ينقذنا من مشكلاتنا القديمة. فالشعوب لا تكـبر بالنقـود وحدها!ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ دﻳﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺗﺰﻳﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﺑﻞ ﺧﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ التي ﺗﺤﺘﻞ رؤوﺳﻜﻢ وﺗﺴﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻜﻢ.

الجهل مخدر دائم الأثر، إنه لا ينتهى مثل باقى المخدرات عند حد تدمير صاحبه بل يمد أذرعته الشنيعة لكى يدمر كل شىء حوله فى جميع الجهات.أن نخدع أنفسنا ثم ندعو الخدعة عادة ثم ننسبها إلى الله ثم نعاقب من يخالفها وندعوه كافراً بالله.. أعنى هذه مغالطة حقاً ليس ضد الإنسان فقط بل ضد الله أيضاً، ولكن تبدو فضيلة عادية فى مخزننا الإنسانى العامر بالفضائل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن سرق الجامع فى ليبيا مَن سرق الجامع فى ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon