توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعاً عزت العلايلي

  مصر اليوم -

وداعاً عزت العلايلي

بقلم: خالد منتصر

أتاحت لى الظروف أن أتعرف على الفنان الكبير عزت العلايلى عن قرب، فقد كتبت للإذاعة مسلسلاً عن قصة الكاتبة الكبيرة سناء البيسى اسمه «الكلام المباح»، وقد قام ببطولته النجم الكبير عزت العلايلى، ووقتها تبادلنا الأحاديث فى الاستوديو، مما سمح لى بكسر حواجز الرسميات وبداية حوارات صداقة بين محب ومعجب وبين فنان ونجم، ومما سمح بتعميق تلك الصداقة أنه كان صديقاً حميماً للفنان أبوبكر عزت، فهما زميلا دفعة واحدة، هى الدفعة الذهبية التى اعتمد عليها الفنان سيد بدير عندما أطلق فرق مسرح التليفزيون، فالدفعة كانت تضم إلى جانب العلايلى وأبوبكر، الفنانين الكبار حمدى أحمد ويوسف شعبان وصلاح قابيل وجلال الشرقاوى ورشوان توفيق وأحمد توفيق وزين العشماوى وعبدالرحمن أبوزهرة وغيرهم ممن غيَّروا شكل الدراما ونقلوها إلى مساحة أخرى أكثر تأثيراً ونضجاً.

بدأ عزت العلايلى فى المطبخ التليفزيونى مخرجاً فتعرف على كل تفاصيل العمل الفنى قبل دخوله عالم التمثيل، وأضاف موهبة أخرى وهى موهبة الكتابة والتأليف، كان بحق الفنان المثقف الواعى الدارس، هذه الثقافة جعلته يستطيع اختيار وفهم شخصيات تحتاج إلى جانب التجسيد والتقمص فهم الأبعاد النفسية والسياسية والاجتماعية المحيطة، فلم يكن عزت العلايلى قادراً على تجسيد تمرد «عبدالهادى» الفلاح فى فيلم «الأرض» إلا إذا كان فاهماً ومستوعباً ماذا فعل الإقطاع بمصر؟ وما هى الفلسفة الاشتراكية التى واكبت كتابة تلك الرواية التى كتبها قطب من أقطاب اليسار المصرى وهو عبدالرحمن الشرقاوى. عزت العلايلى لم يدخل فيلم «الأرض» كزائر غريب، وإنما كان صديقاً لواحد من أعمدة الثقافة المصرية آنذاك وهو الفنان والصحفى كاتب الفيلم حسن فؤاد، كانت هذه هى مفردات «الشلة» فى هذا الزمن، وكأنها صالون ثقافى أو منتدى حوارى، لذلك اقترب من يوسف شاهين فكرياً حتى بات بطله المفضل، واستطاع تشكيل عجينة موهبته بكل مرونة وعبقرية، فلاح الأرض صار مثقف الاختيار، إنها بوتقة الفن التى تجمع النقيضين، وكما اقتنع به يوسف شاهين، اقتنع أيضاً المخرج والفيلسوف السينمائى وواحد من أهم رواد الواقعية، صلاح أبوسيف، فكان بطل الفيلم الفلسفى الساخر والعميق الذى يتعامل مع أكثر القضايا غموضاً فى الكون، قضية الموت، فقدم لنا «السقا مات»، وكان «عبدالهادى» فلاحاً مختلفاً عن ذلك المنكسر المنسحق فى «المواطن مصرى».

مفتاح عزت العلايلى هو مخزون الثقافة الذى لديه، والذى لا يستعرض به وإنما ينبع من داخله وكأنه شهيق وزفير، لذلك كانت اختياراته حتى عندما تقدم فى السن، هى انحيازات تنويرية، من منا لا يتذكر الجزء الأول من مسلسل «الجماعة» الذى فضح وعرَّى الإخوان، وكان وجود العلايلى ركناً مهماً فى بناء ذلك الوعى بخطورة تلك العصابة، فقدنا فناناً كبيراً ومهماً وإنساناً جميلاً ومحباً، خالص العزاء للصديق د. محمود العلايلى الذى ورث عنه تلك النظرة الثاقبة والثقافة المنحازة للعقل والنور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً عزت العلايلي وداعاً عزت العلايلي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon