بقلم : خالد منتصر
عندما تغلق منفذ بيع الترامادول الدينى لكن المصنع ما زال يعمل بكفاءة وحماس ويدرب عمالاً جدداً ويحسّن جودة الصنف، فهذا ليس بالاعتذار ولكنه انتظار حتى تغفل أعين العسس فيبدأ توزيع المهام وجمع الغنائم وزيادة المنافذ.. احتفى الكثيرون باعتذار مشايخ السلفية عن بعض فتاواهم التى برروها تبريراً هشاً بأنهم قبلوا بعض الأحاديث الضعيفة طلباً للشهرة!! وهذا اعتذار مائع لم يصل إلى الصميم بعد، ففضلاً عن أن أحد المعتذرين كانوا يطلقون عليه «أعلم أهل الأرض بعلم الحديث»، وهذا يعنى أنه مرجع السلفية فى هذا الأمر، إلا أنه ما زال يرى الخطيئة مجرد خطأ، يعتذرون عن فتاوى الدم والخرافة والتغييب وتزييف الوعى بعد أن خربت مالطة وضاعت عقول ملايين الشباب بسببهم، هذا الذى جاء يعلن اعتذاره دعا إلى السبى والجهاد وذهب الآلاف بسبب فتاواه هو ورفيق رحلته السلفية إلى سوريا والعراق وداعش وطالبان. أحدهم أعلنها فى الجامع، والآخر أعلنها فى الاستاد أمام مرسى.
من يستعيد دم حسن شحاتة الشيعى الذى تم سحله وقتله بسبب فتاواهم؟ من ينقذ صورتنا أمام العالم وأحدهم يُفتى بأن رضاع الكبير بالتقام حلمة الثدى وأن حدّ الرجم طُبِّق على القرود!، والثانى يُفتى بأن الحديث يشطب على آيات من القرآن وينسخها؟! كل هذا ليروّجوا لبضاعتهم الراكدة، ويزيدوا من أرصدتهم البنكية. اعتذروا بعد أن امتلأت الكروش وبُنيت القصور ودارت موتورات الـ«فور باي فور» وصاروا نجوم رحلات العمرة والحج بقناطيرها المقنطرة، بعد أن توقف الدعم السلفى الوهابى جاءوا ليعلنوا التوبة والندم، المنهج الحرفى لم يعتذروا عنه، كل المشكلة لديهم فى الحديث الضعيف، وماذا عما تظنونه حديثاً صحيحاً لم يعد يناسب الزمن الآن، ألم تقسموا بأغلظ الأيمان وكفّرتم حتى بعض شيوخ الأزهر كالغزالى حين أعلن أنه لا يعترف بأحاديث موجودة فى البخارى وقال: كيف أصدق أن النبى موسى قد لطم ملك الموت!!
ماذا نفعل فى رضاع الكبير الموجود فى الصحاح وبول الإبل وجناح الذبابة ورجم القردة الزانية وقتل المرتد وسحر الرسول ومحاولة انتحاره والمرأة التى تقطع الصلاة كالكلب والحمار والنامصة والمتنمصة الملعونة والمتعطرة الزانية وجهاد الطلب والولاء والبراء وجهنم التى نُدخل فيها الديانات الأخرى وتقول هل من مزيد، والشمس التى تغرب فى عين حمئة والحجامة التى تشفى كل الأمراض والسبع تمرات التى تنقذ من التسمم وحبة البركة التى تغنينا عن كل الصيدليات... إلخ، كله فى الصحاح، ماذا نفعل إذا لم تغيروا المنهج نفسه؟؟!! كأنكم تقولون: سنخفف جرعة الترامادول الدينى ولكننا نبشركم بالكوكايين والهيروين!! عاصم عبدالماجد وأعضاء الجماعة الإسلامية الإرهابية وتنظيم الجهاد أعلنوا من قبل توبتهم فى السجون، وفوجئنا بعدها بأنها «تقية»، وما إن استتب لهم الأمر استباحوا دماءنا وقتلوا وحرقوا الأخضر واليابس، وهربوا إلى تركيا وقطر ومارسوا الخيانة والعمالة علناً. أغلقوا المصنع وبيعوا ماكيناته فى سوق الخردة، ولا تخدعوا الناس بمنح منافذ التوزيع إجازة مؤقتة، جففوا المنابع ولا تغطوا المستنقع بمفرش كانفاه.