توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالة أورفانيللي

  مصر اليوم -

صالة أورفانيللي

بقلم: خالد منتصر

«ماذا يتبقى من إنسانيتنا إذا أصبحنا قطعة معروضة فى مزاد؟»، مفتاح رواية «صالة أورفانيللى» للروائى أشرف العشماوى والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، عالم جديد مدهش يفتحه لنا الروائى كعادته، ندخل معه ونتجول فى كواليسه ودوماً نحتفظ بنفس الدهشة، الروائى إذا طرق باب المعتاد والمألوف صرنا أمام جلسة نميمة عادية، أو حكاية سمر مملة مثلها مثل النكتة التى تلقى مرتين فلا تثير الضحك، لكن الصعوبة هى فى أن تتحدى السؤال الصعب المطروح على كل روائى يبدأ كتابة رواية جديدة، هل ستستطيع أن تحلق خارج سرب الروائيين الذين كتبوا قبلك مئات الآلاف من الروايات؟، هل ستستطيع إدهاشنا؟، هل ستضيف جديداً وتكتشف بكارة وطزاجة روائية متفردة؟، إن استطعت فقد انضممت إلى عالم السحرة النبلاء ممن أمسكوا بخيط الضوء قبل أن يفلت من قبضة الفناء، من ثبتوا كادر ذاكرة الزمن على لقطة كانت ستسقط فى بئر النسيان لولا من سكنوا مدينة الرواية وغابة الحلم، الروائى أشرف العشماوى حقق تلك الدهشة من خلال عالم المزاد الجديد على معظم القراء، ومن خلال مجتمع اليهود الذين عاشوا فى مصر ويجهل الجميع كواليسه نتيجة طبقات جيولوجية متعاقبة من الكراهية برغم أن كثيراً منهم كانوا يعشقون مصر، وبالطبع إضافة أى صفة جيدة لأى يهودى فى عمل فنى ستكون خطوة محفوفة بالمخاطر، مثلما تعرض السيناريست مدحت العدل عندما تناول نفس المجتمع فى مسلسله «حارة اليهود»، أسرار المزاد مثلها مثل أسرار الحياة، مراوغة ولا تقاس بالخير والشر المطلق، أورفانيللى ومنصور التركى صديقان لكنهما ليسا نسختين، أورفانيللى الطائر قليل الحظ الذى ضحك عليه الذئب، منصور الذى يعيش صراع الأم اللعوب والزمن الضنين، البداية شمعدان ثم مزاد حجرة نوم ثم أكبر صالة مزاد فى مصر، الأحداث منذ عصر الملك حتى بداية عصر السادات، لن أسرد الأحداث لأن فى الرواية «نفس بوليسى» لا أريد إفساده على القارئ، الدم فى خلفية الجدارية الروائية يحتل مساحة كبيرة، عبر أحداث قتل منها المخطط بدقة ومنها العبثى بسخرية، علاقات ريبة وتربص وتوجس، أبرزها العلاقة العجيبة ما بين منصور وأورفانيللى الصغير، كلاهما يعرف أن الآخر ينتظر لحظة الطعن من الخلف، ولكن ثمة وداً غامضاً وخيط حب سرمدى يربط بينهما لا تستطيع تحديده، الصغير يعرف أن منصور خلف إيداع أمه مستشفى الأمراض النفسية ثم قتلها، ومنصور يعرف أن الخطابات الغامضة خلفها خال أورفانيللى الصغير الذى يتشفى فى حالة الرعب التى تنتابه عند قراءتها، منصور يموت بتدبير أورفانيللى الصغير، البحث عن كنز المزاد الذى أخفى عن الأعين نتيجة الصراع السياسى وتغير الزمن، بعد الملك جاءت الثورة وصارت صالة المزاد خاضعة لموظف حكومى، البحث عن الكنز أودى بحياة الجميع فى خاتمة روائية مأساوية، مهد لذروتها أشرف العشماوى بدقة لاعب شطرنج محترف.

رواية صالة أورفانيللى هى نافذة دهشة جديدة تستحق إطلالة منها عزيزى القارئ حتى تمسك عصا السحر برعشة الفن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالة أورفانيللي صالة أورفانيللي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon