توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مناورة الملكة

  مصر اليوم -

مناورة الملكة

بقلم: خالد منتصر

رقعة الشطرنج ساحة حياة وحلبة صراع، ٦٤ مربعاً هى اختزال لكل نبض وإيقاع وأنفاس البشر، مسلسل رائع من 7 حلقات فقط استطاع أن يأسر ويحرر المشاهد فى الوقت نفسه، استطاع أن يحبس أنفاس متابعه بعمل لا تستطيع أن تحسبه على الإنتاج التليفزيونى، فهو مثل الأعمال الهوليوودية الضخمة تصويراً وإخراجاً وتمثيلاً، كل العناصر موزونة بميزان الذهب، القصة عن بطلة شطرنج، عاشقة لتلك اللعبة، مغرمة، متيمة بها، لكن لها فلسفتها فى ذلك الهيام بالشطرنج، تقول إنها فى الشطرنج على عكس الحياة تستطيع السيطرة والتحكم وتحس بالأمان، تقول إذا خسرت فلن ألوم إلا نفسى، لن تلوم قدراً أو حظاً، قصتها تبدأ باليتم حين فقدت أمها فى حادث سيارة، وذهبت لدار أيتام تابعة للكنيسة، حزم وتدجين ورقابة شديدة وانضباط صارم، ولتحقيق ذلك يعطون الأطفال مهدئات، أدمنتها إليزابيث هارمون حتى إنها اقتحمت صيدلية الدار والتهمت محتويات العلبة حين منعوها عنها، كانت تدخل إلى القبو حيث يقبع الحارس «شايبل» وحيداً يلاعب نفسه الشطرنج، استهوتها اللعبة، استوعبتها وتعلمتها وكسبت شايبل العجوز الماهر وهى ما زالت فى التاسعة، رحلة المسلسل مع هذا الانغماس فى الشطرنج، مد وجزر، انتصار وانكسار، غرق فى إدمان المهدئات والكحول والشطرنج، ومحاولات للإقلاع، علاقات فى منتهى الرقة والشجن مع صديقتها ذات الأصل الأفريقى ومع السيدة التى تبنتها، التى ماتت أثناء إحدى رحلات بطولات الشطرنج، قالت لها هذه السيدة التى هجرها زوجها: «الحياة والنضج هما الأهم، ليس ما تعرفين وما تتقنين هو المهم»، كانت تريدها أن تحيا خارج سجن تلك الرقعة المربعة، وتنطلق، لقد وجدتها أثناء اللعبة متعطشة لدماء خصومها، هذا الصراع للتحرر، هو محور الأحداث، تلك المراهقة تنافس وتحارب، ولكن المدهش فى تلك اللعبة أن المنافسين وقفوا معها حتى انتصرت على وحش اللعبة الرهيب وأستاذها الروسى «بورجوف»، والذى هو أيضاً صفق لها فى النهاية، ليس مطلوباً منك أن تكون ضليعاً فى الشطرنج أو موهوباً فيه لكى تستمتع بهذا المسلسل وتتذوق جماله وإبهاره، المطلوب منك فقط أن تترك مسام فضولك مفتوحة للمتابعة بكل يقظة ومتعة، أقف عند بعض التفاصيل الصغيرة التى تعبر عن حرص المخرج الفنان على بلوغ قمة الكمال الإبداعى، البطل فى المسلسل ليس الشخصيات بقدر ما هى عيون الشخصيات خاصة البطلة. عينا البطلة وكأنهما تحتلان وتبتلعان الوجه كله!!، الحدقة مستديرة وحادة النظر ومتربصة بشكل مرعب، باغتتك العينان فجأة حين بكت عند موت حارس دار الأيتام واكتشافها أن شايبل كان يتتبع أخبارها ويقص قصاصات الصحف والمجلات، حيث نسقها على حائط قبوه المظلم، عينا بورجوف الروسى أيضاً الباردة الحيادية، مباراة عيون مدهشة، أما حركة الممثلة الشبيهة بالروبوت وطريقة نطقها المقتضب للكلمات، إلى آخر تلك التفاصيل تنم عن منتهى الجدية فى العمل الفنى، الشبيه بالمعركة الحربية، الدقة والتخطيط المحكم على مستوى موضوع العمل، الشطرنج قمة الألعاب الذهنية الدقيقة والخططية، أنا واثق من أن مبيعات الشطرنج بعد هذا المسلسل تضاعفت آلاف المرات، وواثق من استمتاعكم بهذا العمل الفنى الرائع على منصة نتفليكس، التى تثبت كل يوم أن ملل الثلاثين حلقة الرمضانى لا بد أن ينتهى ويحل محله تلك الوجبات السريعة المركزة والممتعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناورة الملكة مناورة الملكة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon