توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المدرسة ليست مسجداً أو كنيسة

  مصر اليوم -

المدرسة ليست مسجداً أو كنيسة

بقلم: خالد منتصر

وافق الدكتور رضا حجازى، نائب وزير التربية والتعليم، خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى، على مقترح النائب فريدى البياضى، عضو اللجنة، بتدريس مادة الدين ضمن كتاب يتضمن تدريس القيم المشتركة بين كل الأديان، ومبادئ التسامح والمواطنة والعيش والمشترك، مضيفاً أنه ستتم إضافة هذه المادة للمجموع لأهميتها، وفيما يتعلق بوجود أمثلة لنصوص دينية فى مناهج غير منهج الدين، قال الدكتور رضا حجازى إن هناك توجيهات لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط.

انتهى الخبر الذى نشرته «الوطن» والذى يجب ألا يمر مرور الكرام، فطالما تساءلنا لماذا إقحام نصوص دينية إسلامية فى منهج اللغة العربية فى مدارس مصرية تضم المسلم والمسيحى؟، ولا حياة لمن تنادى، لماذا القصص المقررة فى منهج اللغة العربية كلها عن الحروب الإسلامية التى تضم أيضاً الآيات والأحاديث؟

الدين على العين والرأس وفى القلوب والضمائر، ولكن له مكانه ومساحته بعيداً عن اللغة العربية والفيزياء والكيمياء.. إلخ، المدرسة ليست مسجداً أو كنيسة، المدرسة مكان لصناعة الوجدان المشترك، هى الأرضية التى يقف عليها الجميع بمساواة وبدون أى تمييز أو عنصرية، المدرسة هى مصنع المواطن، هى أول مكان يتعلم فيه الطالب معنى المواطنة، فى المدرسة يتعلم الطفل أولاً أنه مصرى، ويجب أن تكون هذه هى مهمة المدرسة بدون مواربة أو نفاق أو مغازلة لتيار دينى معين يرفع فزاعة التكفير فى وجه أى فرد يريد أن يكون الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه، لا أن يكون تجييشاً لأطفال وتحضيرهم لجهاد أو غزوة، فى المسجد أو فى الكنيسة أو فى المعبد، ولا أن يكون براند أو علامة تجارية فى بورصة البيزنس، فى تلك الأماكن ومع أسرته يعرف إن كان مسلماً أو مسيحياً أو بوذياً، ويعرف أبجديات عقيدته ودينه عن فهم لا عن قمع، لكن فى المدرسة هو مواطن مصرى لا بد أن يعرف طبقات تاريخه الجيولوجية كاملة وبدون إجحاف أو إغفال لفترة تاريخية معينة نتيجة انحياز دينى.

ويجب أيضاً ألا نحذف نظرية علمية صارت من بديهيات وأساسيات علم البيولوجى مثل نظرية التطور لأن السلفيين يرفضونها!!، فمن لا يعرف نظرية التطور ويتفاخر بأنه قد درس علم الأحياء فهو واهم ويعيش كذبة كبيرة داخل فقاعة جهل عصامى، داروين ونظريته وكتابه أصبحوا دستور علم البيولوجى ومن يضحك على نفسه ويتصور أنه قد أصبح حجة الإيمان وضامن الجنة بحذف نظرية التطور من منهج الأحياء فى المدارس، هو قد ارتكب جريمة فى حق تلك الأجيال.

محاولة تحويل المدارس إلى كتاتيب دينية هى ضد أساسيات الدولة المدنية الحديثة، ليس المطلوب على الإطلاق نفى الدين، ولكن المطلوب هو أن تقوم المدرسة بدورها الوطنى الحيادى التعليمى بدون الدخول فى جدل سفسطائى حول العقائد والأديان والأفضل ومن هو الناجى والمختار ومن سيتعذب فى جهنم ومن سينعم فى الجنة... إلخ، المدارس نبنيها على الأرض ولا نشيدها فى السماء، فلندع السماء بعيداً عن وزارة التربية والتعليم وعن جرس الفسحة وحوش المدرسة وفصل ستة أول، ولنفكر بجدية لماذا تخلفنا ولماذا تقدموا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرسة ليست مسجداً أو كنيسة المدرسة ليست مسجداً أو كنيسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon