توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوسف شعبان وظاهرة النجم التليفزيونى

  مصر اليوم -

يوسف شعبان وظاهرة النجم التليفزيونى

بقلم: خالد منتصر

رحل يوسف شعبان، وبوداعه ودّعنا جيلاً عظيماً منح الفن روحاً جديدة وألقاً متفرداً، جيلاً رحل عنا معظمه بالموت أو بالإهمال وهو على قيد الحياة، كانت صرخة يوسف شعبان قُبيل رحيله وشكواه من نسيان المنتجين والمخرجين لجيله صرخة أوجعت وأدمت القلب والروح، يوسف شعبان ابن دفعة العمالقة الذين تخرجوا فى معهد الفنون المسرحية معاً وخاضوا تجربة الدراما التليفزيونية ومسارح التليفزيون معاً لا واسطة لهم إلا موهبتهم الفياضة التى خرجت كالبركان، صنعوا مجد مسلسلات وتمثيليات ماسبيرو التى ما زلنا نعيش عليها وتفخر بها شاشاتنا حتى اليوم.

دفعة يوسف شعبان رحل منها قبله الفنانون المبدعون عزت العلايلى وحمدى أحمد وأبوبكر عزت وزين العشماوى وصلاح قابيل وأحمد توفيق، وما زال بيننا مد الله فى عمرهم ومتعهم بالصحة جلال الشرقاوى وعبدالرحمن أبوزهرة ورشوان توفيق، هذه الدفعة، أو هذا الجيل يتميزون بأنهم نجوم دراما تليفزيونية، وبينهم نجوم مسرح أولاً، ثم تأتى السينما فى المرتبة الثانية، وأستثنى منهم فقط عزت العلايلى الذى كانت السينما هى ملعبه المفضّل والأفضل، إذا استثنينا «العلايلى» نجد أنهم، وعلى رأسهم يوسف شعبان كانوا أبطال دراما تليفزيونية بلا منازع، كل منهم غول تمثيل أمام كاميرات التليفزيون، والذى كان فى بدايته شبيهاً بالمسرح، فقد كانوا يصورون الخمسة وأربعين دقيقة أو النصف ساعة، نَفَس واحد بدون توقف، ولو حدث خطأ يعيدون من البداية!!!

احتضنهم الفنان العبقرى سيد بدير فى بداياتهم وصقلهم ومنحهم قبل الموهبة التى كانت موجودة عندهم بالفعل، منحهم الثقافة والحس وبوصلة ورادار القدرة على الاختيار السليم، وكانت أدوارهم الثانية فى السينما علامات لا يمكن أن تنساها، وتأثيرها مثل تأثير البطولة بالضبط، لكن ظلت ظاهرة النجم التليفزيونى عصية على التفسير.

من يشاهد يوسف شعبان فى «رأفت الهجان» أو «الشهد والدموع» أو «المال والبنون» أو غيرها من أعماله التى صارت من كلاسيكيات التليفزيون، يتعجّب كيف لهذا المارد العملاق الذى يخطف القلوب قبل الأبصار أثناء أدائه، وعيناه كالمغناطيس لا يمكن أن تقاوم جاذبيتها وتأثيرها كمشاهد، كيف لهذا النجم التليفزيونى ألا يقتحم السينما ويحصل على بطولات كثيرة مثل الجيل الذى سبقه، أحمد مظهر وشكرى سرحان ورشدى أباظة.. إلخ، ما السبب؟، هل هناك مواصفات لنجم السينما مختلفة عن التليفزيون؟

مع يوسف شعبان كان السؤال فعلاً أكثر صعوبة، فهو وسيم ولا نستطيع إلا أن نصفه بالچان الذى لا يقل وسامة عن أى نجم سينمائى، ومن ناحية التمكن فهو متمكن أمام كاميرات السينما بنفس الحضور والكاريزما التى تظهر أمام كاميرات التليفزيون، يكفى أن تشاهد مشاهده مع الفنانة شادية فى فيلم «ميرامار».

السؤال ما زال مطروحاً، لكن ما ليس مطروحاً، هو تعويض هذا الجيل بكل هذا الثقل الفنى وحجم الموهبة الجامحة، والأهم عمق الثقافة وعشق الفن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف شعبان وظاهرة النجم التليفزيونى يوسف شعبان وظاهرة النجم التليفزيونى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon