توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس قضية المذيع والصعيد

  مصر اليوم -

دروس قضية المذيع والصعيد

بقلم: خالد منتصر

حتى لا تتكرر مشكلة المذيع الذى أهان الصعيد وخرج ليعتذر قائلاً «جزمكم على راسى»، لا بد أن نتعلم بعض الدروس المستفادة، لأن القضية لم تكن خلافاً عابراً على أحد المقاهى أو الكافيهات، ولم تكن زلة لسان، ولم تكن السابقة الأولى لنفس المذيع، ولكنها منهج وللأسف الكثير منا قد وافق عليه، ساعدنا على استمراريته وحافظنا على وجوده، ولذلك من الوارد جداً أن يتكرر إذا لم نتعلم الدرس، أولاً صفقنا له عندما خرج علينا يكيل التهم ويوزع الإهانات من على منصته الفضائية وعزبته البرامجية، تارة يشبه راقصة بالعاهرة، وتارة أخرى يحرض على فنانة بسبب فستانها، ويهاجم فنانة أخرى لأنها قدمت فيلماً اسمه هز وسط البلد، جعل من نفسه فضيلة الملا المذيع، معه مسطرة الفضيلة وترمومتر الأخلاق، وللأسف صفق له معظمنا ومنهم من يشتكون اليوم من تطاوله عليهم، إذاً الخطأ أو الخطيئة الأصلية أننا سمحنا له بأن يكون وصياً على الأخلاق، حتى اقتنع بأنه منبع الفضيلة والوكيل الحصرى لقطع غيار الأخلاق وسمسار الموعظة الحسنة، إذاً لا بد من أن نلوم أنفسنا أولاً ونواجه بصراحة مشكلة أننا لا نتحرك إلا إذا أصابتنا نحن شخصياً المصيبة، مثل جحا الذى قال: «ما دامت الفاحشة بعيدة عنى وماله.. مايضرش»!!، ثانياً لا بد من وقفة إعلامية لمواجهة ظاهرة المذيع الزعيم الحكاء الذى يظل ساعتين يرغى ويثرثر وكأنه كوكتيل من ديكارت وكانط وسبينوزا وزكى نجيب محمود، وبالطبع لا مانع من امتطاء فرس الزعامة وإمساك عصا سيدنا فى الكتاب وتعليمنا كتاب أبلة نظيرة فى السياسة والاقتصاد والفن والطبخ والرياضة.. إلخ، لا بد من عودة صيغة برامج التوك شو لأصلها كما كانت؛ دور المذيع هو أن يحاور فقط، والذكاء والمهارة فى إدارة ذلك الحوار، وإخراج أجمل وأهم ما فى الضيف من درر ولآلئ، ليست مهمته فى أن يصبح جيفارا ويحرر مصر من خلال الشاشة ويدير معركة ووترلو من استوديوهات مدينة الإنتاج، ليس هذا دوره على الإطلاق، ثالثاً: المذيع ليس دوره أن يتحول إلى حمادة سلطان أو شكوكو يلقى المونولوجات والنكت، المذيع الذى يظن دمه خفيفاً عليه الاكتفاء بتلك الموهبة الفذة بين جدران بيته ووسط أسرته التى من الممكن أن تحتمل ظرافته، مع أننى أشك أيضاً، لا أقول إن المذيع يجب أن يتجهم ويكشر، لكن عليه أن يكون جاداً ويحترم الشغلانة وأصولها، رابعاً: لا بد من استعادة دور المعد، انتهى عصر المعد الأجندة الذى كل دوره سويتش تليفونات، فلنحترم الاسكريبت القوى الذى يحيط بعناصر الموضوع، فلنحترم جهد المعِد المعَد والمدرب جيداً والمثقف والملم بكل الأحداث، وأيضاً المتخصص، فهناك المتخصص فى الثقافة والفن أو الرياضة أو الاقتصاد أو الطب.. إلخ، نحن ببساطة نحتاج فى المرحلة القادمة لمواجهة لجان وإعلام الإخوان الإعلامى المثقف الجاد الذى لديه قضية والذى يعرف جيداً ساحة معركته وأدواتها ولا يخرج لاستعراض عضلات أو إلقاء مونولوجات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس قضية المذيع والصعيد دروس قضية المذيع والصعيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon