توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس قضية المذيع والصعيد

  مصر اليوم -

دروس قضية المذيع والصعيد

بقلم: خالد منتصر

حتى لا تتكرر مشكلة المذيع الذى أهان الصعيد وخرج ليعتذر قائلاً «جزمكم على راسى»، لا بد أن نتعلم بعض الدروس المستفادة، لأن القضية لم تكن خلافاً عابراً على أحد المقاهى أو الكافيهات، ولم تكن زلة لسان، ولم تكن السابقة الأولى لنفس المذيع، ولكنها منهج وللأسف الكثير منا قد وافق عليه، ساعدنا على استمراريته وحافظنا على وجوده، ولذلك من الوارد جداً أن يتكرر إذا لم نتعلم الدرس، أولاً صفقنا له عندما خرج علينا يكيل التهم ويوزع الإهانات من على منصته الفضائية وعزبته البرامجية، تارة يشبه راقصة بالعاهرة، وتارة أخرى يحرض على فنانة بسبب فستانها، ويهاجم فنانة أخرى لأنها قدمت فيلماً اسمه هز وسط البلد، جعل من نفسه فضيلة الملا المذيع، معه مسطرة الفضيلة وترمومتر الأخلاق، وللأسف صفق له معظمنا ومنهم من يشتكون اليوم من تطاوله عليهم، إذاً الخطأ أو الخطيئة الأصلية أننا سمحنا له بأن يكون وصياً على الأخلاق، حتى اقتنع بأنه منبع الفضيلة والوكيل الحصرى لقطع غيار الأخلاق وسمسار الموعظة الحسنة، إذاً لا بد من أن نلوم أنفسنا أولاً ونواجه بصراحة مشكلة أننا لا نتحرك إلا إذا أصابتنا نحن شخصياً المصيبة، مثل جحا الذى قال: «ما دامت الفاحشة بعيدة عنى وماله.. مايضرش»!!، ثانياً لا بد من وقفة إعلامية لمواجهة ظاهرة المذيع الزعيم الحكاء الذى يظل ساعتين يرغى ويثرثر وكأنه كوكتيل من ديكارت وكانط وسبينوزا وزكى نجيب محمود، وبالطبع لا مانع من امتطاء فرس الزعامة وإمساك عصا سيدنا فى الكتاب وتعليمنا كتاب أبلة نظيرة فى السياسة والاقتصاد والفن والطبخ والرياضة.. إلخ، لا بد من عودة صيغة برامج التوك شو لأصلها كما كانت؛ دور المذيع هو أن يحاور فقط، والذكاء والمهارة فى إدارة ذلك الحوار، وإخراج أجمل وأهم ما فى الضيف من درر ولآلئ، ليست مهمته فى أن يصبح جيفارا ويحرر مصر من خلال الشاشة ويدير معركة ووترلو من استوديوهات مدينة الإنتاج، ليس هذا دوره على الإطلاق، ثالثاً: المذيع ليس دوره أن يتحول إلى حمادة سلطان أو شكوكو يلقى المونولوجات والنكت، المذيع الذى يظن دمه خفيفاً عليه الاكتفاء بتلك الموهبة الفذة بين جدران بيته ووسط أسرته التى من الممكن أن تحتمل ظرافته، مع أننى أشك أيضاً، لا أقول إن المذيع يجب أن يتجهم ويكشر، لكن عليه أن يكون جاداً ويحترم الشغلانة وأصولها، رابعاً: لا بد من استعادة دور المعد، انتهى عصر المعد الأجندة الذى كل دوره سويتش تليفونات، فلنحترم الاسكريبت القوى الذى يحيط بعناصر الموضوع، فلنحترم جهد المعِد المعَد والمدرب جيداً والمثقف والملم بكل الأحداث، وأيضاً المتخصص، فهناك المتخصص فى الثقافة والفن أو الرياضة أو الاقتصاد أو الطب.. إلخ، نحن ببساطة نحتاج فى المرحلة القادمة لمواجهة لجان وإعلام الإخوان الإعلامى المثقف الجاد الذى لديه قضية والذى يعرف جيداً ساحة معركته وأدواتها ولا يخرج لاستعراض عضلات أو إلقاء مونولوجات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس قضية المذيع والصعيد دروس قضية المذيع والصعيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon