بقلم: خالد منتصر
الدجل اللاطبى اللاعلمى الذى يروج عبر السوشيال ميديا والفضائيات صار وجبة يومية سامة للمصريين، مفاهيم خاطئة كلها فى خدمة البيزنس الذى يستخدم قلة الثقافة العلمية وشلل القدرة على التفكير النقدى لدى قطاع كبير من المصريين، ومعظم هذا الدجل هو فى مجال التغذية والريجيم، والصديق الطبيب بهى الدين مرسى هو جراح مهتم بنشر الثقافة الطبية والصحية الصحيحة بلغة بسيطة رشيقة ومنطق متماسك منضبط وصارم، سأنقل لكم ما كتبه باللغة العامية السهلة كما كتبها تعميماً للفائدة:
• مفيش حاجة اسمها خلطة، أو عشب، أو توليفة، أو تركيبة تغسل الكلى، الكلى مش خيشة متعاصة بول عشان تتغسل.
• مفيش حاجة اسمها تنظيف كبد بوجبة، أو بوصفة أو تعويذة، الكبد عبارة عن عضو مليان وظائف كيماوية وبيولوجية، وإذا ماقدرش يتخلص من المواد السامة بنفسه، فلا جدوى من استخدام الوصفات الموصوفة إلا بالمنع، ولكن يستفيد من نمط غذائى فى مرض.
• مفيش حاجة اسمها الطب النبوى. سيد الخلق عليه الصلاة والسلام لم يدرس الطب ولم يعلمه الله الطب ولم يوحِ إليه بالطب، ولا يتفق شرف النبوة مع ادعاء علم الطب، وإلا لكان هناك بجانب الطب النبوى الهندسة النبوية والجغرافيا النبوية، هى مادة يتاجر بها النصابون وأدعياء التداوى. لاحظ أن ما جرّبه النبى أو استخدمه فى عصره أتيح أيضاً للكفار واستخدموه.
• مفيش حاجة اسمها طاقة إيجابية أو طاقة سلبية.. ده كلام فارغ ودى عدة النصب بتاعة دجالين الإعلام وبرامج الشعوذة، الطاقة هى الطاقة كما يصفها علم الفيزياء (Energy) أما الألفاظ الشائع استخدامها فهى ألوان سفسطائية من الكلام لا أكثر.
• مفيش حاجة اسمها نزلة برد عشان خرجت من سخن لبارد أو جاله مرض عشان خرج من بارد لسخن.. جسم الإنسان يتمتع بفسيولوجيا الحماية من خلال الأوعية الدموية وجهاز المناعة، ومش مجرد لوح صفيح الانتقال بين السخونة والبرودة يبهدله.
• مفيش حاجة اسمها عندى حساسية وتسكت، لازم تحدد ضد إيه: ضد بروتين معين فى الأكل، ضد نوع من الأحماض الدهنية، ضد كذا.. لكن هتسمع عن واحد جاله حساسية من حقنة بنسلين (وده وارد) يقوم أهله يمنحوه لقب «عنده حساسية» ويشيل قصادها اتهامات ضد البيض والسمك واللبن والشيكولاتة والخميرة و... و.... وخد بالك أنا عايزك على مسئوليتى تاكل بيض مع سمك واشرب بعدهم تمر هندى ولا هيحصل أى حاجة وكل موز مع بانادول، واشرب سفن آب مع أسبرين ومش هيجيلك تفتت فى الكبد!!
• إوعى تصدق منتج مليان فيتامينات تدهن به جسمك يقوم الجسم يستفيد بها.. لا البروتين ولا فيتامين C ولا فيتامين A ولا فيتامين E ممكن الجسم ياخدهم عن طريق الجلد.. المواد الغذائية دى لازم تدخل جوه الجسم وتخضع للتمثيل الغذائى وتتوزع على الخلايا وفق قواعد الجسم بيحددها.
• الشعر - أياً كان موضعه - هو منتج ميت وكذلك الأظافر.. لذلك لا فائدة من التداوى أو المعالجة بعد نموه.. صحة الشعر تخضع للحالة الصحية والغذائية قبل خروج الشعرة من داخل بصيلات الشعر فى المهد، لكن بمجرد خروجها على سطح الجلد لا تستفيد بأى مادة غذائية إلا إذا كانت على شاكلة النانو- جزيئية، وكل ما تشاهده من تنعيم أو ترطيب هو مفعول فيزيائى للمواد المستخدمة لا أكثر.
• باختصار.. تفتكر لو ملأت خزان الوقود فى سيارتك كاملاً، فهل تتوقع زيادة سرعة السيارة؟ كذلك الجسم، لو أنك ظللت تحشوه بالفيتامينات وكبسولات الطاقة والمغذيات فلن تزداد حيوية الجسم، بل قد تؤتى آثاراً عكسية.