توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثروت عكاشة.. أندريه مالرو مصر

  مصر اليوم -

ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر

بقلم: خالد منتصر

يُعتبر الاحتفال بمئوية د. ثروت عكاشة حدثاً لا بد من الاحتفاء به، ولا بد أيضاً من تقديم الشكر لوزيرة الثقافة التى تحمست لهذه الاحتفالية التى ستتخطى حدود الأمسية أو اللقاء، بل ستمتد لتشمل كل معهد فنى بناه وفكّر فيه هذا البنّاء الثقافى العظيم، أندريه مالرو مصر.. الأكاديمية، قصور الثقافة، المعابد الفرعونية التى تم إنقاذها فى عهده، فيلم المومياء الذى لولاه ما خرج إلى النور، كتبه الفنية التى تعلمنا من خلالها ما هو الفن! كل تلك الأشياء ستحتفل بهذا المثقف العظيم الذى منح مصر كل كيانه، وعشقها حتى الثمالة، جندياً ومسئولاً وفناناً ومفكراً، سأعرض للقراء بعض ما كتبه عنه مثقفو مصر مما تسمح به المساحة:

«أيها البنّاء العظيم للبشر قبل الحجر، ولأعمدة النهضة لا دعائم السلطة، سقطت قلاع كثيرة منذ رحيلك عن ميدان العمل الثقافى، لكن قلاعك الجديدة التى شيّدتها بقلمك ورسمت على جدرانها أوجه الجمال السبعة وُجدت لتبقى راسخة أبد الدهر، ومنها سوف يستمر إشعاع تنويرك، فرحيلك الجسدى سوف يزيدها إشعاعاً وتنويراً».

الفنان التشكيلى عز الدين نجيب

«من عاش قاهرة الستينات يدرك جيداً أن ثروت عكاشة قد جعل من القاهرة إحدى العواصم الثقافية الكبرى فى العالم، كان بإمكاننا وقتها أن نحضر حفلتين أسبوعياً لأوركسترا القاهرة السيمفونى تخصص الحفلة الصباحية منهما للطلبة بسعر موحد خمسة قروش للتذكرة، ونحضر موسم الأوبرا الإيطالى ونشاهد عروض البولشوى وباليه لينينجراد وفرقة موسييف الذائعة الصيت للفن الشعبى على مسرح دار الأوبرا، وفرقة «الأولدفيك» البريطانية العريقة على مسرح الصوت والضوء بالهرم، وفرقة تساندريكا الرومانية للعرائس التى كانت الفرقة الأولى للعرائس فى العالم وقتها، وكذلك مسرح موسكو للعرائس «مسرح أبراشوف» الذى يُعد من أهم مسارح العرائس فى العالم على خشبة مسرح القاهرة للعرائس الذى تم إنشاؤه أيضاً فى تلك الفترة وقدم عروضاً مرموقة ما زلنا نشاهدها حتى الآن، ولعل «الليلة الكبيرة» خير شاهد على ذلك».

المخرج محمد كامل القليوبى

«كنت أعرفه قبل أن أراه، أعرفه من خلال ما كان يقوم به كوزير للثقافة وما يقدمه لنا كباحث وعالم ومؤرخ وفنان.. وأخيراً تسللت من بين سطور مذكراته لأستشف من خلالها الإنسان الكبير والروح الهفهافة الباحثة عن الجمال والهارمونى فى كل ما تراه وتلمسه وتبحث عنه. كنت أتابع بذهول ما فعله لمصر وللثقافة العربية وكيف بنى جسوراً من ذهب وياقوت تربط بين حضارة عربية إسلامية عريقة وبين معالم حضارة أوروبية ما زالت مشاعلها تضىء أرجاء الدنيا.. إنه واحد من هؤلاء الفرسان الكبار بدءاً من رفاعة الطهطاوى وصولاً إلى طه حسين وتوفيق الحكيم، عرف كيف يمسك بالخيوط السحرية التى تجمع بين دفقات عمر الخيام الفارسية وبين أصداء «ليليات» شوبان المليئة بالشجن.. وبين الرسومات الإسلامية المغرقة فى تجريبيتها المبكرة وبين أعمال شاجال ودوفى المنمنمة وألعابه بالسحر الأسطورى».

الناقد السينمائى رفيق الصبان

«هو الأديب العاشق للحياة بكل ما فيها، متذوقاً لفنونها وجمالها، متربعاً على عرش الثقافة المصرية بل والعربية، المثقف الواعى الذى سبق أجيالاً وأجيالاً بما قدمه للحياة الثقافية فى مصر فى شتى المجالات الفنية والثقافية، فقد كان وزير الثقافة المثقف المستنير الذى أنشأ وأرسى قواعد التعليم الفنى فى مصر، فلم تكن هناك مؤسسات حكومية تقوم بنشر الفنون، ولذا أنشأ أكاديمية الفنون عام 1959 بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة، وذلك بعد توليه مسئولية وزارة الإرشاد القومى بسنة واحدة، ومن خلال تلك المؤسسة، وهذا الصرح الثقافى العظيم، استطاع الانطلاق بمصر من المحلية إلى العالمية، فقد كانت هى إشارة البدء لتعليم الفنون العالمية والانفتاح عليها، وتأهيل الكوادر الفنية المصرية فى كثير من المجالات، حيث بدأ التعاون مع بعض الدول الأجنبية لاستقدام أساتذة أجانب لتولى عملية الدراسة للطلاب المصريين فى أكاديمية الفنون من خلال دراسة أكاديمية متخصصة، والذين أصبحوا يقودون العملية التعليمية والثقافية فيما بعد، وصولاً لتمثيل مصر فى المهرجانات والمسابقات الدولية والعالمية ووضع فنون مصر على الخريطة العالمية».

د. رانيا يحيى

انتهت الاقتباسات، ولكن لن تنتهى سيرة ثروت عكاشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon