توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فؤاد زكريا البورسعيدي

  مصر اليوم -

فؤاد زكريا البورسعيدي

بقلم: خالد منتصر

بقدر سعادتى بالأسماء التى كرمها محافظ بورسعيد، بقدر حزنى على عدم تكريم اسم د. فؤاد زكريا ابن بورسعيد، عظيم جداً أن نكرم الكاتبة سكينة فؤاد واللواء سمير فرج والمخرج الكبير سمير العصفورى والمثقفة والسياسية المتألقة فايزة أبوالنجا واسم الفنان محمود ياسين وغيرهم، ولكن من المؤلم أن ننسى الفيلسوف العظيم د. فؤاد زكريا حياً وميتاً، فقد عانى فى سنواته الأخيرة من إهمال إعلامى شديد، حتى إن الكثيرين حسبوه قد رحل عن الدنيا وهو ما زال حياً، لذلك أناشد محافظ بورسعيد تكريم اسم هذا الرجل العظيم الذى علمنا فضيلة السؤال، وألا نصدق أى شىء إلا بعد الفحص والتمحيص والتشكك، وأن الحقيقة لها وجوه كثيرة، وهذه الدروس لو علمنا هى دروس فى منتهى الأهمية، وهى مفاتيح تقدم الأمم، د. فؤاد زكريا من أبناء الجيل الذى تفتح وعيه فى مناخ المد الوطنى وأفكار التنوير، فى كلية الآداب عرف زكى نجيب محمود وعبدالرحمن بدوى وغيرهما من عمالقة الفلسفة، قبل كلية الآداب كان قد تعرف على فكر طه حسين وأحمد لطفى السيد وسلامة موسى وغيرهم، هذا هو وعى ذلك الجيل الذهبى، لكن فؤاد زكريا كانت نقطة تميزه عن الكثيرين من أبناء جيله، عدم الخضوع للتشكيل الأيديولوجى الفج المباشر، كان إمامه هو العقل والتفكير الحر، حاول الكثيرون تدجينه سياسياً ليمشى فى الركب وينضم للقطيع، برغم أنه ترقى فى الكلية ورأس تحرير مجلة ثقافية مهمة، فإنه ترك كل هذه النجومية عندما وجد حصاراً وتربصاً، وسافر إلى الكويت، كان من الممكن أن يسافر ويكتفى فقط بقبض المرتب نتيجة تدريس الفلسفة كأستاذ أكاديمى، لكن جذوة التنوير بداخله ظلت مشتعلة، وأصر على إنشاء واحد من أكبر المشاريع الثقافية التى شكلت ثقافة ووعى أجيال على امتداد العالم العربى كله، أشرف على سلسلة عالم المعرفة التى لا يخلو منها بيت عربى، فلا بد أن تجد ولو حتى كتاباً منها على رفوف المكتبة، فؤاد زكريا كان يكتب الفلسفة بلغة الأدب، فضلاً عن أنه قدم فلاسفة مهمين وشرحهم وحللهم مثل سبينوزا، فقد كتب فى الموسيقى الكلاسيكية وكأنه محلل موسيقى، وقد حبب الكثيرين فى سماع تلك الموسيقى بفهم وعشق، أما كتابه العمدة الأشهر فهو كتابه عن التفكير العلمى، الذى أتمنى أن يتم تدريسه فى المدارس الثانوية، خاض زكريا معارك طاحنة ضد الإسلام السياسى والإرهاب الفكرى ودخل مناظرات مع رموزهم التى كانت قد سرقت الوعى المصرى، وكان من أوائل من فضحوا هذا التيار الإجرامى، وكتب كتاباً ضد التيار عندما انتقد محمد حسنين هيكل بعد صدور كتابه خريف الغضب، كان لا يحترم إلا البحث عن الحقيقة حتى ولو خالف الجميع وسبح ضد التيار، ألا يستحق هذا المفكر العظيم أن يكرم فى مدينته بورسعيد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فؤاد زكريا البورسعيدي فؤاد زكريا البورسعيدي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon