توقيت القاهرة المحلي 08:47:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصرخ للمرأة «الحقينا» ثم نعاقبها

  مصر اليوم -

نصرخ للمرأة «الحقينا» ثم نعاقبها

بقلم : خالد منتصر

استعدت أمس، وأنا أتابع توابع التحرش بفتاة المنصورة، حواراً مهماً كنت قد أجريته مع د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، حول المرأة. كان الحوار عن وضع المرأة فى مصر، ولماذا هذه الفجوة بين ما يحدث على قمة جبل الجليد الظاهر من احتفاء بالمرأة كوزيرة ومحافظة ونائبة برلمان... إلخ، وما يحدث فى القاع والشارع من عدوانية وتحرش وحرمان من حقوق تحت لافتة الدين والأخلاق، مثلما حدث من ظلم لها فى مناقشات الطلاق الشفوى وتعدد الزوجات، احتفاء فى القمة واختفاء فى القاع. أفكار مهمة تطرّق إليها الحوار، أعرض عليكم بعضاً منها: لا تظلموا النساء بترويج مفهوم أنهن يظلمن أنفسهن ويستلذذن بعبوديتهن، النساء مندوبات المجتمع فى حمل «باكيدج» القيم الفاسدة التى زُرعت فى أمخاخهن ووجدانهن، وعند أى تمرد منهن على تلك القيم يعاقبهن المجتمع المتربص أشد العقاب. النساء يُستخدمن لترويج فكرة عبوديتهن، فى الماضى كانت المرأة تُستخدم جارية محظية، الآن هى جارية فكرية. تسويق تعدد الزوجات بخرافة أن الرجال أكثر من النساء أو أنهم أكثر فحولة كلام فارغ وكذب فاجر، وفى إحدى دراسات د. هدى وجدت إحصائياً أنه مقابل كل بنت لم تتزوج هناك رجلان لم يتزوجا، إذن فالعنوسة رجالية أيضاً، ولا ترفعوا تلك الكلمة الشريرة «عانس» فى وجه كل بنت لتجريسها. تقسيم العمل حسب الجنس لعبة شريرة اخترعها الرجال، الشيف يعلمنا الطبيخ فى التليفزيون ويرضى بتلك المهنة المتعارف عليها أنها نسائية، ذلك لأن مقابلها أجر، أما العمل بدون أجر، طبيخ ونظافة وتربية أطفال... إلخ فلأنها بلا أجر فهى المهمة النسائية المقدسة للمرأة، فعندما يدخل نفس الشيف النجم إلى البيت يصرخ فى وجه زوجته «حضّرى لنا الغدا»!!.

هناك لعبة أخرى يلعبها المجتمع مع المرأة هى لعبة الاستدعاء ثم الطرد، «فى الحزن مدعية وفى الفرح منسية»، «اطلعى معانا تلاتين يونيو وتصدّرى المشهد، لكن بعد كده حنطلع لك الكارت الأصفر والأحمر من الكومودينو وندافع عن كل ما يقهرك إنسانياً وقانونياً وجنسياً»، المجتمع يصرخ للمرأة: «الحقينا»، ثم يعاقبها على أدائها لدورها. قال رفاعة الطهطاوى بعد عودته من باريس بلغته الممزوجة بالعامية: «الذى أتى باللخبطة أننا ربطنا فى مصر بين العفة والملبس»، انبهر الطهطاوى برجال فرنسا الذين يقسمون بشرف نسائهم!! تراجع الطهطاوى لصالح الحوينى. وصف قاسم أمين المرأة الريفية بأنها أكمل النساء عقلاً، فهى لم تكن مسكونة بهاجس الجسد، عادى جداً أن كانت تكشف ساقيها أثناء العمل أو تقوم برضاعة ابنها وسط المجتمع الرجالى بدون حرج أو إحساس بالإثم والخطيئة، حتى جاءت الرؤية الشركسية التى أوهمتها بأنها الجوهرة المصونة واللؤلؤة المكنونة وأن جسدها مصدر العار ومركز الخطيئة. المجتمع يفعل كل ما بوسعه أن يُمتع الرجل ويمنع المرأة من نفس المتعة، حتى فى الختان يصدّر ختان الذكر على أنه زيادة إحساس بالمتعة، أما ختانها فهو لانتقاص متعتها والحفاظ على عفتها.

صرخ الشيخ عبده البرتقالى قديماً أمام مجلس النواب رداً على دعوة محو الأمية التى تبناها الوفد: «لا تعلموهن الكتابة، حفّظوهن فقط سورة النور!!»، وعندما سئل عن السبب قال: «لو تعلمت المرأة الكتابة ستكتب خطابات غرامية!!»، ما زلنا حتى هذه اللحظة مع سيادة المزاج السلفى لمجتمعنا نعيش نفس الأجواء البرتقالية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصرخ للمرأة «الحقينا» ثم نعاقبها نصرخ للمرأة «الحقينا» ثم نعاقبها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon