توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم والثقافة في الجمهورية الثانية

  مصر اليوم -

العلم والثقافة في الجمهورية الثانية

بقلم: خالد منتصر

وصلتنى رسالة من الكاتب المصرى البريطانى أحمد عثمان، الذى يعيش فى إنجلترا منذ خمسة وخمسين عاماً، يقول فى رسالته:

«فى الأسبوع الماضى أعلن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى عن بداية جمهورية ثانية، مع انتقال الدولة إلى العاصمة الجديدة. وبعد أن وضع خارطة إعادة بناء الأرض المصرية -لتشمل الصحراء- بدأ فى إعداد فريق جديد يعتمد على وسائل التكنولوجيا الحديثة، فى إدارة شئون البلاد.

الآن أصبح من الضرورى أن يعمل الرئيس على بناء العقل المصرى من جديد، بعد ما حدث فى العهد السابق من انهيار الفكر والثقافة فى البلاد، إلى درجة أصبحت تهدد المشروع الحضارى الذى يبنيه الرئيس على أرض مصر.

كانت مصر الفرعونية مركزاً للعلم والمعرفة فى العالم كله خلال سبعة قرون، منذ بناء عاصمتها فى الإسكندرية فى القرن الثالث قبل الميلاد، حتى حريق مكتبتها فى القرن الخامس. فخلال هذه المدة لم يظهر عالم أو فيلسوف فى أى مكان فى العالم المعروف، إلا وكان خريجاً لمكتبة الإسكندرية، التى كانت بمثابة «ناسا» الحديثة..

ومنذ أن فقدت مصر دولتها مع وصول الإمبراطور الرومانى أكتافيوس إلى الإسكندرية فى العام الثلاثين قبل الميلاد، وحتى مجىء محمد على باشا فى 1805، لم يعد هناك فكر أو ثقافة فى البلاد، إلى أن أرسل محمد على -الذى كان هو نفسه أمياً- طلبة الأزهر للتعلم فى روما وباريس، ومع عودة الطلاب من أوروبا ظهرت نهضة فكرية جديدة فى مصر على يد محمد عبده ورفاعة الطهطاوى، ثم لطفى السيد وطه حسين ونجيب محفوظ، كما تم افتتاح دار الأوبرا المصرية فى 1869، وتبعها ظهور الفن المسرحى وبناء محمود مختار لتمثال نهضة مصر، وإنتاج فيلم العزيمة فى 1939.

إلا أن حركة الإصلاح الفكرى توقفت بعد ذلك، وشهدت نهايات القرن العشرين انهياراً شبه تام لجميع عناصر الثقافة فى مصر والبلدان العربية، فى المسرح والسينما والأدب والموسيقى، ما خلق جواً من الإحباط النفسى والملل لدى الجميع، وأتاح الفرصة لنمو الفكر الإرهابى وانتشار عناصر التخلف الحضارى بين شبابنا.

أعتقد أنه أصبح من الضرورى الآن إعادة بناء العقل المصرى لبناء عصر الجمهورية الثانية، وأصبح من الضرورى اختيار موظفين جدد يكون فى استطاعتهم القيام بهذا العمل، فى وزارات التعليم والثقافة والآثار والأجهزة الإعلامية، وكذلك فى مكتبة الإسكندرية. فلم نعد فى حاجة إلى مزيد من طلاب فى كليات الحقوق والآداب، بل نريد تعلم الفيزياء والهندسة والرياضيات. كما نريد إلغاء الرقابة على عقول الفنانين والمفكرين، فلا حدود للضوابط وأخلاقيات العصور الوسطى، التى يمكنها أن تتحكم فى خيال المبدع والفنان، ولا فتوى يجب أن تقف حجر عثرة أمام فكر الباحثين والعلماء».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم والثقافة في الجمهورية الثانية العلم والثقافة في الجمهورية الثانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon