بقلم - خالد منتصر
ليس أقدر من الإعلامية والباليرينا هالة سرحان التى تكتب برشاقة راقصى الباليه فى الكتابة عن الراحلة فنانة الباليه العظيمة ماجدة صالح، كتبت بمنتهى الحب والعلم أيضاً عن أستاذتها ماجدة صالح فقالت: لمن لا يعرفها المصرية الباليرينا الأستاذة الدكتورة ماجدة صالح فارقت عالمنا منذ يومين ومعها قطعة من تاريخ مصر الثقافى العظيم.
الله يرحم فراشة الفن الراقى ويسكنها فسيح جناته بإذن الله. رحلت عنا واحدة من الرواد الذين كتبوا تاريخ الفن الكلاسيكى الحديث. ماجدة كانت من الخمس الكبار أول من التحق بمعهد الباليه فى أكاديمية الفنون فى بدايتها.
وكانت هذه اللبنة الأساسية لمعهد الباليه وفرقة باليه القاهرة. الخمس الكبار كنّ متميزات بصورة مذهلة كل واحدة منهن عملاقة أدهشن الخبراء القادمين من البولشوى. الخمسة أصبحن الباليرينات الصولو نجمات الفرقة التى كانت تتكون من طلبة المعهد من سن ٨ إلى ١٨ الضرورة تطلبت ذلك، لم يكن هناك فرقة باليه محترفة فى مصر من قبل.
تم منح بعثة الخمسة الكبار معاً إلى البولشوى أعظم مسرح فى العالم ومدرسة للباليه حصلن جميعاً على درجة الدكتوراه وعُدن إلى مصر لإبهار المصريين بأدوار بحيرة البجع وجيزيل وكسارة البندق وغيرها على أعلى مستوى مع العظيم عبدالمنعم كامل، وحصدوا جوائز عالمية. فن الباليه يتطلب نوعاً من التفانى القاسى لأنه تحدى قدرات الجسد.
ماجدة كانت من الفراشات الهائمات اللاتى يقفن على أصابع القدم حتى تدمى وتسيل منها الدماء ولا تتوقف. كان لديها قدر مهول من الإصرار والتحدى والصبر حتى تزيد من قدراتها على الطيران أو الدوران على ساق واحدة وقد يستغرق عاماً من التدريب تسع ساعات فى اليوم حتى تحقق فارق اثنين ملليمتر فى الأداء. إنه الفن الذى تعيش من أجله والقرب من الكمال فى الزوايا الهندسية المعقدة.
دكتورة ماجد كانت معجونة بالإحساس البديع وسيدة الدقة الأولى. حصلت على الدكتوراه وقامت بالتدريس والزواج فى أمريكا لكنها ظلت تلك المتبتلة فى محراب الفن العريق. عادت بعد أن تركت بصمة كأستاذة فن الباليه فى بنسلفانيا وعادت إلى مصر، هى العبقرية التى تحدثت بأجمل لغات العالم، فن الحركة المذهلة، وكانت تتحدث الإنجليزية والروسية والفرنسية بطلاقة.
عملت مدربة وأستاذة ومؤرخة لفن الباليه المصرى الراقى. ماجدة المؤسسة والرائدة صنعت التاريخ الذى نفخر ونعتز به فى حقبة ازدهار الفنون الرفيعة فى الباليه والموسيقى والمسرح والسينما، كان الخمس الكبار هن من حملن شعلة التنوير الثقافى مع العبقرى عبدالمنعم كامل.
وزيرة الثقافة الحالية الدكتورة المثقفة نيفين الكيلانى أتمنى أن تطلق على صالة من صالات تدريب فرقة الباليه صالة ماجدة صالح، ذلك البيت الذى قضت فيه ماجدة العمر كله.الخمس الكبار د. علية عبدالرازق، د. ماجدة صالح، د. ودود فيظى، أ. ديانا حقاق، د. مايا سليم.. وداعاً أيتها الفراشة صانعة الجمال.