توقيت القاهرة المحلي 04:01:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحزان «هبة» طفلة الشعراء

  مصر اليوم -

أحزان «هبة» طفلة الشعراء

بقلم: خالد منتصر

شكراً للدكتورة منال ميخائيل، محافظ دمياط، على موقفها الإنسانى من الطفلة «هبة» التى تعرضت لمأساة التعذيب المروعة التى تعف عن فعلها الضباع الجائعة، شكراً للدكتورة عزة العشماوى أمين عام المجلس القومى للأمومة والطفولة، على تحرك المجلس لإنقاذ «هبة»، لكن السؤال: هل زيارة فندق اللسان ومدينة الملاهى فى رأس البر مع المحافظ كافية لتضميد الجراح المكوية بنصل السكين الساخن؟!، هل تلقى مكالمات الخط الساخن ١٦٠٠٠ سيبرد سخونة وملح ولهيب ونزف تلك القروح؟، شاهدت صور «هبة»، كانت شاردة، هناك دمعة متحجرة تأبى النطق بالألم الساكن فى مقلتها المنكسرة، نظرة انسحاق، صرخة قهر مكتومة، أنين صامت، صمتها يديننا جميعاً كمجتمع طالما تواطأ على تجاهل العنف ضد الأطفال واعتباره نوعاً من التأديب المشروع، شرودها ينبهنا إلى أن أطفالنا ليسوا ملكية خاصة، ليسوا عزبة أو أبعادية، ليسوا قطع أثاث أو دمى لهو أو كائنات بلا عقل أو إحساس، «هبة» ابنة قرية أبى وأمى وأجدادى، قرية الشعراء موطن الشعر والبهجة والحب والفرح واللعب، مكان ولادة أبى وصديقه فاروق شوشة حارس اللغة العربية وشاعر الشجن النبيل وعنوان دماثة الخلق وعفة اللسان، كنت أذهب إليها طفلاً فى إجازاتى الصيفية كى أحصد الحب والحنان وطبطبة الخضرة ولذة طعم التوت والبلح والجوافة، وأتلقى ثمار الصحبة والونس والجمال، كانت «الشعراء» وكأنها خلقت لشقاوة الأطفال البريئة، كأنها حضن كبير يسع الكون ويرحب بالجميع بدون لافتات تقسيم أو حواجز تفرقة، ماذا حدث؟، ما الذى جعل هذا الأب المخدر وتلك الزوجة المنزوعة الضمير والإحساس، يصلان إلى تلك الوضاعة والانحطاط؟!، التفاصيل مرعبة، كدمات وحروق، زوجة أب تقول لها «إنتى خدامة»، تجبرها وهى بنت ثمانى سنوات على تنظيف ومسح حتى يغمى عليها!، حرقها بسكين بعد وضع النصل على شعلة بوتاجاز حتى درجة الاحمرار، ضرب بسلك كهربائى وحزام، تقييد رقبة وربط فى السرير.. إلخ، كوكتيل شيطانى بشع لا إنسانى سافل، تحتاج معه «هبة» إلى علاج وتأهيل نفسى سنوات وسنوات، الفسحة جميلة، لكن الأجمل أن نتعرف على جذور المأساة التى كتبت عنها عدة مرات هنا فى «الوطن»، انتشار المخدرات فى تلك القرية التى ضحت بالخضرة فى سبيل الوكر والغرزة، الشعراء من أجمل قرى مصر، اقتربت الآن من أن تكون مدينة، لكن غول المخدرات يمص الدم ويقتل الإحساس، ولن تكون «هبة» هى الأخيرة طالما خيم الدخان الأزرق على الضمائر فراحت فى نوم عميق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحزان «هبة» طفلة الشعراء أحزان «هبة» طفلة الشعراء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon