كنت قد تساءلت فى مقال سابق: هل الأطفال الذين يقذفون القطارات بالطوب هم مرضى نفسيون؟ وصلتنى إجابة من الصديق والطبيب النفسى والكاتب المهتم بنشر ثقافة الصحة النفسية إعلامياً د. إبراهيم مجدى قائلاً إنه اضطراب انحراف السلوك المسمى بالإنجليزية «conduct disorder».
ويصفه د. إبراهيم مجدى بأنه نمط السلوك المتكرر والمستمر الذى تُنتهك فيه الحقوق الأساسية للآخرين أو القواعد الاجتماعية الملائمة الرئيسية، كما يتضح من وجود ثلاثة على الأقل من المعايير الخمسة عشر التالية مستمرة خلال عام:
� العدوان على الناس والحيوانات:
1 - فى كثير من الأحيان تخويف أو تهديد الآخرين.
2 - غالباً ما يبدأ معارك جسدية.
3 - استخدام سلاح يمكن أن يتسبب فى أضرار جسدية خطيرة للآخرين (على سبيل المثال: زجاجة مكسورة، سكين، بندقية).
4- سلوك قاسٍ جسدياً ضد الناس.
5- قسوة جسدية على الحيوانات.
6- سرق أثناء مواجهته للضحية (على سبيل المثال، عمليات السطو أو الخطف أو الابتزاز أو السرقة المسلحة).
7- إجبار شخص ما على ممارسة النشاط الجنسى.
� تدمير الممتلكات:
8 - شارك عمداً فى إطفاء الحرائق بقصد التسبب فى أضرار جسيمة.
9- قام بتدمير ممتلكات الآخرين عن عمد (بخلاف إطفاء الحرائق).
� الخداع أو السرقة:
10 - اقتحم منزل أو مبنى أو سيارة شخص آخر.
11 - غالباً ما يكذب للحصول على السلع أو الخدمات أو لتجنب الالتزامات (مثل «سلبيات» الآخرين).
12 - سرق عناصر لا قيمة لها من دون مواجهة الضحية (على سبيل المثال، السرقة، ولكن دون كسر واقتحام، التزوير).
� انتهاكات خطيرة للقواعد:
13- غالباً ما تكون فى الليل على الرغم من المحظورات الأبوية التى تبدأ قبل سن 13 عاماً.
14 - هرب من المنزل بين عشية وضحاها على الأقل مرتين أثناء العيش فى منزل بديل للوالدين (أو مرة واحدة دون العودة لفترة طويلة).
15 - غالباً ما يتغيب عن المدرسة، ويبدأ قبل سن 13 عاماً.
من المقدّر أن تؤثر اضطرابات السلوك على 51.1 مليون شخص على مستوى العالم اعتباراً من عام 2013. تتراوح النسبة المئوية للأطفال المتأثرين باضطراب السلوك من 1 إلى 10٪، فى أوساط الشباب أو الشباب المحتجزين فى مرافق احتجاز الأحداث، تتراوح معدلات اضطراب السلوك بين 23٪ و87٪.
بعد وصف الاضطراب ومدى انتشاره، نأتى للسؤال الأهم وهو سبب الاضطراب والمخاطر التى تؤدى إلى ظهور أعراض المرض.
السبب الدقيق لاضطراب السلوك غير معروف، لكن يُعتقد أن توليفة من العوامل البيولوجية والجينية والبيئية والنفسية والاجتماعية تلعب دوراً فى ذلك.
بيولوجية: تشير بعض الدراسات إلى أن العيوب أو الإصابات فى مناطق معينة من الدماغ يمكن أن تؤدى إلى اضطرابات سلوكية.
وراثية: قد يكون موروثاً جزئياً على الأقل.
البيئة: قد تسهم عوامل مثل اضطراب الحياة الأسرية، وإساءة معاملة الطفولة، والتجارب المؤلمة، والتاريخ العائلى لتعاطى المخدرات، والانضباط غير المتسق من قبَل الوالدين فى تطور اضطراب السلوك.
نفسية: يعتقد بعض الخبراء أن الاضطرابات السلوكية يمكن أن تعكس مشاكل فى الوعى الأخلاقى (لا سيما الافتقار إلى الشعور بالذنب والندم).
الاجتماعية: الوضع الاجتماعى والاقتصادى المنخفض وعدم قبول أقرانهم يبدو أنه من عوامل الخطر لتطور اضطراب السلوك.
كيف يتم علاج اضطراب السلوك؟
يعتمد علاج اضطراب السلوك على العديد من العوامل، بما فى ذلك عمر الطفل، وشدة الأعراض، بالإضافة إلى قدرة الطفل على المشاركة فى علاجات محددة وتحملها. يتكون العلاج عادة من مزيج مما يلى:
العلاج النفسى: يهدف العلاج النفسى (نوع من المشورة) إلى مساعدة الطفل على تعلم التعبير عن الغضب والسيطرة عليه بطرق أكثر ملاءمة، وبما يسمى العلاج المعرفى السلوكى.
الدواء: على الرغم من عدم وجود دواء معتمد رسمياً لعلاج اضطراب السلوك، يمكن استخدام العديد من الأدوية (خارج الملصق) لعلاج بعض أعراضه المؤلمة (الاندفاع والعدوان)، وأى أمراض عقلية أخرى قد تكون موجودة، مثل ADHD أو الاكتئاب الشديد.