بقلم: خالد منتصر
تسريب إخوانى متعمد لصورة «الغنوشى»، زعيم حزب النهضة الإخوانى التونسى، وهو يرتدى المايوه. المراد تجميل صورة الإخوان قبل الانتخابات، توصيل رسالة ملخصها أنا زعيم الإخوان مثلكم وأنتم فى أمان وحرية فى ظل حكم الإخوان، انتخبونا تجدوا ما يسركم.
بالطبع هى رسالة مهمة الآن، خاصة فى مجتمع يعتمد على السياحة، رسالة تقية ومراوغة، يفهمها أبناء تونس القابضون على جمر الدولة المدنية، المقاومون لكل أشكال سيطرة الدولة الفاشية الدينية بكل مظاهرها حتى الشكلية منها، وآخرها قانون حظر النقاب، لكن هل سينقذ المايوه الإخوان من الغرق أم أنهم سيستخدمون عوامة الكذب والخداع؟
هنا فى مصر لم نزل نتعلم الدرس وما زال البعض مخدوعاً، بل يتم استغفاله بترويج صورة الإخوانى الكيوت «اللى مننا وعلينا»، الواقع أننا لا بد أن ننفض الغبار عن ذاكرة السمك، ولا بد أن نوقظ رادار الوعى التاريخى، ونتذكر معاً كيف مارس الإخوان معنا تلك اللعبة لكن بدون استخدام المايوه، لكن باستخدام البدلة السينييه ورباط العنق!، منذ مرحلة ميدان التحرير عندما بدأ المثقفون يروجون مقولات من عينة «شوفوا فلان الإخوانى بيضحك زينا ومبتسم ولطيف إزاى، وكل الكلام اللى بيتقال عنهم كذب، دول بيوزعوا الساندوتشات علينا فى الميدان، وبيحموا المسيحيين والكنائس... إلخ»، ثم اكتشفنا أن هذا الكيوت المبتسم من الأذن للأذن، هو الذى خرج علينا بتصريح أنه فى نفس الوقت الذى سيعود فيه مرسى سيتوقف ما يحدث فى سيناء من إرهاب!
شاهدنا إحراق الكنائس عمداً، شاهدنا التحرشات بالسلاح عند مبنى الحرس الجمهورى، شاهدنا هؤلاء المبتسمين الكيوت يحاصرون المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج ويهاجمون وزارة الدفاع ويقتلون ويسحلون الأبرياء فى الاتحادية.
انخدع الكثيرون أيضاً بمقولة إن الإخوان أنقذوا مصر فى موقعة الجمل!! وصوروها لنا على أنها معركة ستالينجراد!، انخدع بعض المثقفين وذهبوا لتأييد الإخوان فى فندق فيرمونت اعتماداً على أسطورة الإخوانى الكيوت المبتسم الحبوب، وساهموا فى توصيل مرسى إلى الحكم.
وكما يعتمد الإخوان فى انتخابات تونس على اللاعب طارق دياب هم عندنا يراهنون الآن على أبوتريكة، زغزغ الإخوان المشاعر وعملوا شقلباظات بهلوانية لإقناع الجماهير بأنهم ليسوا المتجهمين المتزمتين، فكانت قوانين ترخيص محلات الخمور فى نفس الوقت الذى منع فيه رئيس البرلمان الإخوانى وقتها عرض فيلم سينمائى على الطائرة أثناء سفره!!، يعطونك من طرف اللسان حلاوة ثم يقنعون أتباعهم بأن جبريل قد هبط فى «رابعة» التى صارت مقدسة عندهم مثل مكة، وأن زعيمهم يصلى إماماً بالأنبياء!، الذقن الإخوانية الخفيفة كانت تخفى لحية إلى أسفل السرة، ورباط العنق كان يجهز مشنقة للمعارضة، والبدلة السينييه كان تحتها الجلباب الأفغانى القصير، والوطن كان عندهم مجرد درجة سلم للتسلط والتحكم فى رقابنا، انخدع الملايين ومنهم للأسف مثقفون بمقولة «نحمل الخير لمصر» بينما كانوا يحملون الخراب لها، صدقوا طائر النهضة العصفورى فإذا به تنين النار وغراب البين.
المايوه من الممكن أن يخفى العورة لكنه لا يمكن أن يخفى الكذب.