توقيت القاهرة المحلي 05:57:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً

  مصر اليوم -

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً

بقلم: خالد منتصر

سفالة الدواعش لا تعرف سقفاً أو حدوداً، ها هم فى تونس يفجرون ويقتلون ويحرقون، محاولات ضغط عنيفة وشرسة ينتهزون فيها فرصة اضطراب الوضع السياسى التونسى الحالى واقتراب الانتخابات وضبابية الرؤية نتيجة ما يُنشر عن الوضع الصحى للرئيس، هذا الرئيس المستنير الذى ما زال يحمل الروح البورقيبية ويقبض على جمر الدولة العلمانية التى هى حجر أساس بناء الدولة الحديثة. الرئيس السبسى يمثل للدواعش والإخوان عائقاً منيعاً ضد ابتلاعهم لتونس لتغيير هويتها. ليس صدفة اختيار شارع الحبيب بورقيبة هدفاً للتفجير، فهم يريدون تدمير الاسم لا الشارع، بورقيبة صاحب البصمة العلمانية ومكتسبات الحرية الاجتماعية ونصير المرأة التى همّشها الفقه الذكورى على مدى ألف سنة، تلك البصمة التى استكملها وعمّقها الرئيس السبسى الذى أعلنها واضحة أن ما يحكمه هو فقه الدستور والقانون المدنى وليس أى فقه آخر، ولأن المرأة هى التى حافظت على علمانية الدولة ضد كل محاولات وهبنة وسلفنة الدولة ووضعها رهن الاحتجاز الإخوانى، فإن رهانى على تلك المرأة العظيمة كبير، رهانى عليها لم يخسر أبداً، لأنها لم تتنازل ولم تهادن أبداً، يكفى أنها تصدت وبقوة وحسم لهزل وسماجة الإخوان الذين أرادوا برلمان تونس سرادق عزاء لزعيم إخوانى مصرى، يكفى أنها امرأة برلمانية شجاعة كشفت أنهم أنصار خلافة لا وطن، يسعون إلى سيطرة أممية لا إلى رفعة وطنية. سيظل الإخوان يفجرون ويقتلون ويذبحون، وسيظل التوانسة صامدين، يفضحون انتهازية تلك العصابة، وستظل المرأة التونسية على وجه الخصوص هى الضمير والبوصلة وثغرة الضوء فى نفق العتمة، ستحافظ على بلدها تونس كما تحافظ الأم على جنينها فى رحم الرحمة، ستصرخ للعالم كاشفة الإخوان، كم هم إرهابيون مجرمون قتلة، إنها ما زالت رمانة الميزان وصمام الأمان.

أسعدنى الحظ وتشرفت بمعرفة مثقفات تونسيات، أساتذة جامعات وباحثات وسياسيات، رؤية ثاقبة وحس مستقبلى ووطنية متدفقة، هن زرقاء اليمامة لوطن يحاول بصدق أن ينهض بجد وبدون نهضة الإخوان الزائفة التى استمدت من منظرها القطبى شعار أن «الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن». الرومانسية التى كنا نسخر منها ونعتبرها تهمة لتاء التأنيث هى عصا الإنقاذ السحرية لأنه لا انتماء بدون حب ورومانسية وعشق لتراب الوطن. الرقة هى غلاف سيلوفان لقوة احتمال بلا حدود. تونس فى مرحلة مخاض، وولادة النور لن تتم إلا على يد امرأة قوية بهية تخطف شعلة النار والنور وتهبها وتمنحها للحيارى والتائهين، كما تهب وتمنح كل شىء جميل ومبهج للحياة، هى الشراع والمجداف والربان فى وسط العواصف والأنواء، سنغنى معها قريباً بتحية التوانسة الجميلة المحببة «يعايشك»، سنحلم معها بتونس خضراء وشواطئ فيروز وزهور فل وياسمين على كل الشرفات التى تطل منها جميلات تونس بابتساماتهن العذبة التى تمنحنا الأمل والثقة فى ذلك البلد صغير المساحة واسع التأثير، بكل ما يحمله من قيم تقدم ومدنية وتحضر وحرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon