توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً

  مصر اليوم -

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً

بقلم: خالد منتصر

سفالة الدواعش لا تعرف سقفاً أو حدوداً، ها هم فى تونس يفجرون ويقتلون ويحرقون، محاولات ضغط عنيفة وشرسة ينتهزون فيها فرصة اضطراب الوضع السياسى التونسى الحالى واقتراب الانتخابات وضبابية الرؤية نتيجة ما يُنشر عن الوضع الصحى للرئيس، هذا الرئيس المستنير الذى ما زال يحمل الروح البورقيبية ويقبض على جمر الدولة العلمانية التى هى حجر أساس بناء الدولة الحديثة. الرئيس السبسى يمثل للدواعش والإخوان عائقاً منيعاً ضد ابتلاعهم لتونس لتغيير هويتها. ليس صدفة اختيار شارع الحبيب بورقيبة هدفاً للتفجير، فهم يريدون تدمير الاسم لا الشارع، بورقيبة صاحب البصمة العلمانية ومكتسبات الحرية الاجتماعية ونصير المرأة التى همّشها الفقه الذكورى على مدى ألف سنة، تلك البصمة التى استكملها وعمّقها الرئيس السبسى الذى أعلنها واضحة أن ما يحكمه هو فقه الدستور والقانون المدنى وليس أى فقه آخر، ولأن المرأة هى التى حافظت على علمانية الدولة ضد كل محاولات وهبنة وسلفنة الدولة ووضعها رهن الاحتجاز الإخوانى، فإن رهانى على تلك المرأة العظيمة كبير، رهانى عليها لم يخسر أبداً، لأنها لم تتنازل ولم تهادن أبداً، يكفى أنها تصدت وبقوة وحسم لهزل وسماجة الإخوان الذين أرادوا برلمان تونس سرادق عزاء لزعيم إخوانى مصرى، يكفى أنها امرأة برلمانية شجاعة كشفت أنهم أنصار خلافة لا وطن، يسعون إلى سيطرة أممية لا إلى رفعة وطنية. سيظل الإخوان يفجرون ويقتلون ويذبحون، وسيظل التوانسة صامدين، يفضحون انتهازية تلك العصابة، وستظل المرأة التونسية على وجه الخصوص هى الضمير والبوصلة وثغرة الضوء فى نفق العتمة، ستحافظ على بلدها تونس كما تحافظ الأم على جنينها فى رحم الرحمة، ستصرخ للعالم كاشفة الإخوان، كم هم إرهابيون مجرمون قتلة، إنها ما زالت رمانة الميزان وصمام الأمان.

أسعدنى الحظ وتشرفت بمعرفة مثقفات تونسيات، أساتذة جامعات وباحثات وسياسيات، رؤية ثاقبة وحس مستقبلى ووطنية متدفقة، هن زرقاء اليمامة لوطن يحاول بصدق أن ينهض بجد وبدون نهضة الإخوان الزائفة التى استمدت من منظرها القطبى شعار أن «الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن». الرومانسية التى كنا نسخر منها ونعتبرها تهمة لتاء التأنيث هى عصا الإنقاذ السحرية لأنه لا انتماء بدون حب ورومانسية وعشق لتراب الوطن. الرقة هى غلاف سيلوفان لقوة احتمال بلا حدود. تونس فى مرحلة مخاض، وولادة النور لن تتم إلا على يد امرأة قوية بهية تخطف شعلة النار والنور وتهبها وتمنحها للحيارى والتائهين، كما تهب وتمنح كل شىء جميل ومبهج للحياة، هى الشراع والمجداف والربان فى وسط العواصف والأنواء، سنغنى معها قريباً بتحية التوانسة الجميلة المحببة «يعايشك»، سنحلم معها بتونس خضراء وشواطئ فيروز وزهور فل وياسمين على كل الشرفات التى تطل منها جميلات تونس بابتساماتهن العذبة التى تمنحنا الأمل والثقة فى ذلك البلد صغير المساحة واسع التأثير، بكل ما يحمله من قيم تقدم ومدنية وتحضر وحرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً رهان المرأة التونسية لا يخسر أبداً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon