توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واحد «عينة فسيولوجى» وصلَّحه!

  مصر اليوم -

واحد «عينة فسيولوجى» وصلَّحه

بقلم: خالد منتصر

العالم الآن يسعى إلى التخصص فى كل الأعمال والمهن، لم يعد هناك الطبيب الكشكول أو المحامى بتاع كله أو المهندس الفاهم فى العمارة والمدنى والميكانيكا.. إلخ، والصحافة ليست استثناء من هذا العالم التخصصى، صارت الصحافة تسعى وبقوة إلى توزيع التخصصات وتدريب المحررين على التميز كل فى مجال يصير هو ملعبه ومستقبله وبصمته الأساسية، فصرنا نسمع عن المحرر الرياضى والثقافى والتعليمى والاقتصادى والفنى والزراعى والدينى.. إلخ، إلا المحرر العلمى!!، هو البطة السوداء والمسكوت عنه والجمل الأجرب، وكأنه عورة أو جرسة فى مصر أن يتخصص صحفى فى العلوم ليبسط للناس أخبار العلم، ويعرفنا ما هى طريقة عمل هذا الدواء الجديد أو ذلك الاختراع الحديث، ما هى الأخطار المحتملة على البيئة، يعنى إيه ثقب أسود وكسوف وخسوف، ما هو العلم الزائف وكيف نكشف الدجالين.. إلخ، أقول هذا الكلام بمناسبة ما قرأته فى جريدة قومية كبرى وعريقة أثناء عمل تحقيق عن مبادرة صحة المرأة، تلك المبادرة الرائعة التى كانت تحتاج إلى تغطية إعلامية على نفس المستوى، ذكر التحقيق الصحفى أن الفحوصات هى «النانوجرام»!! والمقصود طبعاً الماموجرام، والـMIR والمقصود هو الـMRI، أما ثالثة الأثافى فكانت عينة الفسيولوجى التى أسمع عنها لأول مرة فى تاريخ الطب، وكتبها الصحفى بكل ثقة وكأنه يزف إلينا خبر اكتشاف عقار جديد لعلاج السرطان!، المهم أنه يقصد عينة الباثولوجى، كل هذه الأخطاء فى سطر واحد وما خفى كان أعظم، فلم أحتمل متابعة واستكمال القراءة لأخبركم بالمزيد من الكوارث، نحن نحتاج بالفعل إلى محرر علمى وبمنتهى السرعة والجدية، فهو إنقاذ عقلى قبل أن يكون تغطية صحفية أو حاجة إعلامية، منذ وفاة الصحفى الكبير صلاح جلال فى بداية التسعينات ونحن نفتقر إلى تلك النوعية الجادة المخلصة من المحررين العلميين، ليس مندوب الجريدة فى وزارة الصحة أو وزارة البحث العلمى هو الحل، لكن الحل هو فى تدريب وتجهيز محررين علميين مثل من نقرأ لهم موضوعات أغلفة «التايم» و«النيوزويك» التى تكون موضوعات علمية جذابة مكتوبة ببساطة لا تخل بالمعنى أو بالصرامة والانضباط العلمى، كيفية التدريب مسألة مطروحة على كليات الإعلام ونقابة الصحفيين، من الممكن أن تكون دورات تدريبية منتظمة، منهج منقول من جامعات غربية، إتاحة الاطلاع على تجارب الصحف والمجلات الأمريكية والأوروبية التى سبقتنا فى الاهتمام بهذا المجال، طرق كثيرة ومختلفة، لكن المهم أن نبدأ حتى لا تحدث فضائح أخرى فى ظل انحدار الاهتمام بالقضايا العلمية أصلاً فى الإعلام كله، فى ظل غياب شبه كامل للبرامج العلمية على الفضائيات، وأنيميا للثقافة العلمية فى إصدارات الكتب والترجمات بعد وفاة اثنين من كبار المترجمين لتلك النوعية وهما د. أحمد مستجير، ود. مصطفى فهمى، فى ظل هذا العطش والجفاف لا بد من تجهيز كوادر لتلك المعركة، ليست مبالغة، فهى بالفعل معركة إنقاذ عقل وانتشال وعى وتحرير فكر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحد «عينة فسيولوجى» وصلَّحه واحد «عينة فسيولوجى» وصلَّحه



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon