توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشارع لهم والتحرش حقهم!

  مصر اليوم -

الشارع لهم والتحرش حقهم

بقلم: خالد منتصر

كانت هناك أغنية بديعة فى فيلم «عودة الابن الضال» اسمها «الشارع لنا» من كلمات صلاح جاهين وألحان بليغ حمدى وغناء ماهر العطار، تقول كلماتها «الشارع لنا.. إحنا لوحدنا.. والناس التانيين دول مش مننا»، تذكرتها وأنا أشاهد وأسمع وأقرأ عن حكايات التحرش، ورأيت أن تلك الأغنية تغيرت معانيها فصار يغنيها المتحرش وغرضه احتكار الشارع بالشرع أو بالأصح ما يتخيله الشرع، بدلاً من أن يغنيها المصرى البسيط بغرض أن يجد له مكاناً فيه تحت الشمس، يصرخ المتحرشون الشارع لنا إحنا لوحدنا والبنات التانيين دول مش مننا، دول كتل لحم مستباحة لنا ننهشها بمخالب النظرات، وأنياب اللمسات والكلمات والإهانات، وإياها أن تعترض، فالفضيحة تنتظرها، وتحالف قوى الشارع العامل كله فى صف الذكر الفحل المغوار، كلنا نتذكر نائب البرلمان السلفى الذى تم ضبطه متحرشاً بفتاة فى الطريق الزراعى، استقبله زملاؤه الورعون التقاة عند عودته للمجلس بعد الحادث بالترحاب والأحضان وكل مظاهر الفخر وكأنه عائد من تحرير القدس!!، هذا هو المفهوم الحاكم للتحرش فى ثقافة هؤلاء الذين صاروا مرجعاً ومنارة للشباب، مفهوم أن التحرش علامة تفوق وليس اقتناص لذة فقط، إثبات التفوق والفحولة والقدرة على استباحة هذا اللحم الذى هو مجرد لحم من وجهة نظره، هو المفهوم الأشمل والأعلى والحاكم لما تحته من تفاصيل، هو المانشيت الرئيسى، السؤال هل صار هناك مكان للبنت المصرية فى الشارع؟، هل البنت المصرية تستطيع أن تمشى آمنة بدون كلمة جارحة أو لمسة سافلة أو تصرف قذر من ضباع الشارع؟، باختصار ومن الآخر، البنت المصرية لا مكان لها فى الشارع، تمت مصادرتها، وتم فرض كتالوج هؤلاء السيكوباتيين عليها، فصار لزاماً عليها أن تسجن نفسها فى كفن حتى لا يتم التحرش بها، ورغماً عن ذلك يتم التحرش حتى بمن تضع نفسها فى تابوت!، فمن الممكن كما قال أحد الدعاة السلفيين أن يثير الرجل الكحل الذى فى عينيك، أو لا مؤاخذة شنطتك الحمرا، أو أستغفر الله العظيم شرابك البيج!!، التحرش صار قضية أمن قومى، لا بد أن ننتفض كدولة وكمجتمع وكمنظمات مجتمع مدنى، لمواجهة هذا السلوك البربرى الذى دخلنا من خلاله موسوعة جينيس كأعلى نسبة تحرش فى العالم، كم كنت أخجل عندما أسافر وأسمع من سائحات عن مدى وقاحة التحرش الذى تعرضن له، كم أتعاطف مع من وهبه الله البنات، كيف يفكر وهو يعيش هذا الرعب والفزع اليومى؟!!، لدرجة أن الكثيرين صاروا يتمنون ويدعون الله ألا ينجبن البنت لأنهم لن يستطيعوا تقديم الحماية لهن، البنت التى هى كل الحنان والطبطبة والجمال والاحتضان، صار الأب يقول لنفسه وهو يبكى من صراع رغبته فى امتلاك هذا الحنان والخوف على واهبة هذا الحنان من الرعاع، هل من الواجب علىّ أن أمتلك ترسانة أسلحة حتى أحمى بنتى من التحرش؟، قمة العذاب ألا تجد البنت لها مساحة خاصة فى الشارع الذى هو ملك الجميع، قمة الظلم أن يلفظها هذا الشارع إلا بشروط هؤلاء المرضى، واستجابة لعقدهم النفسية وكبتهم الجنسى وجنونهم المزمن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع لهم والتحرش حقهم الشارع لهم والتحرش حقهم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon