توقيت القاهرة المحلي 14:45:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا عزيزى كلهم معتصم

  مصر اليوم -

يا عزيزى كلهم معتصم

بقلم: خالد منتصر

قصة معتصم وعبدالله من أقوى المشاهد والمواجهات الدرامية فى مسلسل الاختيار، قصة منسوجة بمهارة، وإيقاعها المتصاعد يلخص بذكاء ويختزل بلماحية كيف يتشكل الإرهابى من رحم الإخوان، رسالة لها دلالة، وبوصلة حتماً ستهديك إلى فهم هذه العقلية التى كنت تتعامل معها وتأمن جانبها بل وتؤيدها فى أحيان كثيرة، بدعوى أنهم «ناس بتوع ربنا»، مع الدراما سيكتشف معظم من وقعوا فى فخ الإخوان أنهم كانوا مغيبين أو ساذجين أو للأسف متواطئين، وأن كل الإخوان معتصم لكنهم ينتظرون الفرصة، معتصم شخص مهمش وهش البنية الفكرية، بلا ملامح وكأن البلدوزر قد سطح شخصيته وإنسانيته، مجرد رقم فى طابور ريفى طويل، ليست به أى نقطة تميز أو لمحة تفرد، ركب الإخوان السلطة فى غفلة من الزمان، تدعمهم ثقافة فاشية توغلت وتغلغلت فى غيبة دولة أو بالأصح فى صفقة نظام مباركى مع فاشية دينية، شعار الصفقة «اتركوا لى الكرسى وسأترك لكم الشارع»، ها قد حانت الفرصة لمعتصم ليصعد من هامش وعدمية وتلاشى الصفر إلى رقم مهم فى المعادلة ككادر إخوانى مؤثر، يأمر وينهى ويلوح ويغرى من خلال السلطة الجديدة، كيف لا وهو قد صار أحد أعضاء الفرقة الناجية، بابتسامة لزجة، وأدب قرود زائف، وقاموس لغة مهجور يضفى عليه قداسة وغموضاً، يستخدم لغة الاستعلاء فى محاولة تجنيد سعد الفلاح ابن قريته لينضم إلى الإخوان، يفحمه سعد بفطرته البسيطة، وذكائه القروى المستمد من مخزون تاريخ خمسة آلاف عام ضاربة فى جذور الزمن، يفضحه ويفضح ازدواجيته، المدهش أن هذا المعتصم بجهله يحاول أن يتسلل لسعد من خلال شقيقه عبدالله، يقول له إن له فى عبدالله أكثر منه، وللأسف كان عبدالله مصدقاً بأن معتصم الإخوانى هو أخ وشقيق، فى اعتصام رابعة فقد معتصم هدوءه الأفعوانى، وحاول تجنيد أهل القرية فى الاعتصام بمن فيهم سعد، لكن سعد يعريه ويكشفه، وينعش ذاكرته بأنه يستدعيهم فقط وقت المصلحة، يخرج الضبع من تحت لحية معتصم، ويتجمع كل سم وصديد وقيح الغل والسواد، ويقرر الهروب إلى عصابة الجهاديين التكفيريين القتلة، كل ما فعله أنه قد صعد درجات سلم فقط ولم يغير أو يبدل السلم أبداً، بداخله فكرة الاستعلاء الدينى والولاء والبراء وجهاد الطلب، كل ما فعله هو أنه حول تلك الأفكار لحشو بندقية، اختار «أبوسعد» اسماً حركياً، اختياره تعويض نفسى لهزيمته أمام سعد الفلاح البسيط، وعند المواجهة مع عبدالله شقيق سعد الذى كان يزايد ويقول إن له فيه أكثر من سعد، أفرغ الرشاش بكل الحقد والغل والقسوة، وظل يغربل الجثة حتى بعد توقف النفس وصعود الروح، انتزع معتصم شارة عبدالله وبندقيته التى تشنجت أصابعه عليها حتى يسد نزيف جرح غيرته المرة ويردم فجوة انسحاقه الوضيع فى القطيع، نظرة معتصم الثلجية، المليئة بشبق الدم، نظرة هى بمثابة صورة أشعه كاشفة لكل العفن الفكرى الذى بداخل جمجمة هذا المكفر، نظرة تصرخ فى وجه كل مخدوع مطالب بالمصالحة مع هؤلاء الخونة، تصرخ قائلة كلنا معتصم، وقتلك مؤجل إلى حين، وعندما سيتوافر معى السلاح والتمكين سأقتلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عزيزى كلهم معتصم يا عزيزى كلهم معتصم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 00:43 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

6 حقائق قد لا تعرفها عن كواليس فيلم Deadpool

GMT 09:33 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة صعود وانهيار الجنيه المصري منذ 1977 وحتى قرار التعويم

GMT 23:15 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يحتفل بظهوره "المئوي" مع منتخب مصر

GMT 17:58 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رمضان يتعاقد على حفل غنائي بدولة العراق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon