بقلم: خالد منتصر
لا يكاد يمر يوم علينا، إلا ونسمع أو نقرأ عن رحيل شاب فى عمر الزهور بالموت الفجائى، شاب فى منتصف العشرينات توقظه أمه من النوم فتجده قد فارق الحياة!!، كارثة ومأساة أصبحت تتكرر بشكل غريب وتحتاج إلى دراسات أعمق وأدق من أساتذة أمراض القلب وغيرهم، كانت «مايو كلينيك» قد حاولت أن تجيب عن هذا السؤال وتقدم تفسيراً لهذه الوفيات التى باتت تمثل ظاهرة، ملخص التقرير يقول إن البداية غالباً هى خروج نبضات القلب عن السيطرة، فيما يُعرف باسم الرجفان البطينى، ومن بين الأسباب المحددة للوفاة المفاجئة بأزمة قلبية لدى الصغار:
اعتلال عضلة القلب التضخمى (HCM). فى هذه الحالة الوراثية فى العادة، يزيد سُمك جدران عضلة القلب. يمكن أن تعيق العضلة السميكة النظام الكهربائى للقلب ما يؤدى إلى نبضات قلب سريعة أو غير منتظمة (اضطراب النظم)، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى الوفاة المفاجئة بأزمة قلبية.
اعتلال عضلة القلب التضخمى، على الرغم من أنه ليس قاتلاً فى العادة، فهو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة المفاجئة المرتبطة بالقلب للأشخاص الأقل من عمر 30. إنه السبب الواضح الأكثر شيوعاً للوفاة المفاجئة لدى الرياضيين. غالباً ما يمر اعتلال عضلة القلب التضخمى بدون ملاحظة.
شرايين القلب التاجية غير الطبيعية. يولد الناس أحياناً بشرايين القلب (الشرايين التاجية) متصلة بشكل غير طبيعى. يمكن أن تصبح الشرايين مضغوطة أثناء التمرين ولا تقدم تدفق الدم الملائم للقلب.
متلازمة كيو تى الطويلة. يمكن أن يتسبب اضطراب نظم القلب الوراثى فى نبضات قلب سريعة ومضطربة ما يؤدى فى الغالب إلى الإعياء، الصغار المصابون بمتلازمة كيو تى الطويلة معرضون لخطر أكبر من الوفاة المفاجئة.
من الأسباب الأخرى للوفاة المفاجئة بأزمة قلبية لدى الصغار البنية غير الطبيعية للقلب، مثل مرض القلب الذى لم يتم اكتشافه وكان موجوداً منذ الولادة (خلقى) واختلالات عضلة القلب، تشمل الأسباب الأخرى التهاب عضلة القلب الذى يمكن أن ينتج عن فيروسات وأمراض أخرى، ارتجاج القلب سبب نادر آخر للوفاة المفاجئة بأزمة قلبية يمكن أن تحدث لأى أحد، ويحدث الارتجاج نتيجة ضربة قوية للصدر مثل التعرض للضرب بعصا هوكى أو الاصطدام بلاعب آخر. يمكن أن تؤدى الضربة على الصدر إلى رجفان بطينى إذا أتت الضربة فى وقت خطأ تماماً فى الدورة الكهربائية للقلب، تحدث هذه الوفيات فى كثير من الأحيان دون سابق إنذار، إلا أن المؤشرات التى يمكنك ملاحظتها تشمل ما يلى:
الإغماء غير المبرر. إن حدث ذلك أثناء ممارسة النشاط البدنى، فقد يكون علامة على أن هناك مشكلة فى قلبك.
تاريخ عائلى من الوفاة القلبية المفاجئة: تتمثل العلامة التحذيرية الرئيسية الأخرى فى تاريخ عائلى من الوفيات غير المبررة قبل بلوغ سن 50 سنة، إن حدث ذلك فى عائلتك، فتحدث إلى الطبيب بخصوص خيارات الفحص.
يمكن أن يشير ضيق التنفس أو ألم الصدر إلى أنك عُرضة لخطر الوفاة القلبية المفاجئة.
هناك جدل فى الوسط الطبى حول مراقبة الرياضيين الصغار لمحاولة تحديد المعرضين لخطر كبير من الموت المفاجئ، فبعض الدول مثل إيطاليا تراقب الصغار باستخدام الصورة البيانية الكهربائية للقلب (ECG) التى تسجل الإشارات الكهربائية فى القلب. إلا أن هذا النوع من المراقبة مكلف ويمكن أن يحقق نتائج زائفة، إشارات إلى وجود أمر غير طبيعى أو مرض بينما هو غير موجود، وهو ما يمكن أن يسبب اختبارات غير ضرورية قلقة وزائدة.
ليس من الواضح أن الفحوص الروتينية التى يتم إجراؤها قبل السماح للرياضيين بلعب رياضات تنافسية يمكن أن تمنع وفاة القلب المفاجئة. إلا أنها قد تساعد فى تحديد بعض المعرضين لخطر أكبر، يوصى بالمزيد من المراقبة لأى أحد لديه تاريخ عائلى أو عوامل خطر من الإصابة بحالات تسبب موت القلب المفاجئ. يوصى بالمراقبة المتكررة لأفراد الأسرة مع الوقت، حتى لو كان أول تقييم للقلب طبيعياً.