توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السوشيال ميديا تثأر لفرج فودة

  مصر اليوم -

السوشيال ميديا تثأر لفرج فودة

بقلم: خالد منتصر

خرج علينا ممثل المفروض أنه فنان، واصفاً وفاة المفكر الراحل شهيد التنوير فرج فودة بأنها نفوق!، وهو لفظ ووصف لا يقال إلا للحيوانات، ثم عندما أراد وصفاً أكثر بلاغة وتأثيراً حمد الله على أنه إترمى فى البلاعة!!، الفنان إحساس، الفنان إنسانية، وإذا اجتمعت غلاظة الحس مع جلافة التعبير مع انعدام الإنسانية فى الأفكار والألفاظ والتصرفات، لن يستحق من يقول هذا الكلام لقب فنان على الإطلاق، كانت صدمتى كبيرة، لكن رد فعل شباب السوشيال ميديا على هذا الكلام الوضيع أنقذنى من الصدمة وأعاد لى الثقة، بينما الرجل فى قبره بعد اغتياله بيد الخسة والندالة والإرهاب، إذا بشباب ولدوا بعد موته، وكل علاقتهم به هى قراءة كتبه على النت، يردون غيبته واعتباره، ويثأرون له، ويحرقون هذا الممثل فنياً فلا تقوم له قائمة.

والغريب والمدهش أن هذا الشخص قد دافع عما كتبه بتبرير أكثر جرماً، فقد قال إن خطر فرج فودة مثل خطر الإرهابى الذى يقتل جنودنا فى سيناء، فهم يقتلون برصاص البندقية وهو يقتل برصاص الكلمات!!، لأول مرة أسمع هذا التعبير الهلامى الخائب، فرج فودة لم يكن يملك إلا قلمه الحر، وكلماته الجسورة، وحبه وعشقه لهذا الوطن، كان كزرقاء اليمامة، ينقل لنا نبوءته عن الخطر القادم، خطر الإرهاب الساكن فى بطن الأفكار الموجودة على أرفف المكتبات ومنابر الزوايا وفصول التعليم، واجه هؤلاء الفاشيين السفلة بصدر عارٍ، خذله الجميع لكنه كان مؤمناً بأفكاره وواثقاً من أنه سيأتى الوقت لترى النور وتجد من يدافع عنها، وها هو الوقت قد جاء وخرج الأحفاد والتلاميذ لنشر عطر بذوره على الملأ، فودة لم يمت نافقاً يا سادة، ولكنه مات منفقاً روحه وحياته من أجل مقاومة الأفكار الظلامية، تلك الأفكار التى كانت الرحم الخصب لولادة أفاعى الإرهاب فى سيناء وغيرها، ممن يقتلون ضباطنا وجنودنا، لو كنا قد استمعنا إلى فرج فودة واستوعبنا كلماته وفتحنا له نوافذ الإعلام، ما كنا قد وصلنا إلى اختراق قوانا الناعمة من أمثال هؤلاء، لم يستطع أحد أن يرد على فرج فودة بالحجة، فكان الرد هو الرصاص.

فهل نساوى بين من فى يده القلم ومن فى يده الكلاشينكوف، على الأقل كلمات فرج فودة لم تبح قتل المسيحى ولم تستبح سرقته وإحراق كنيسته مثلما فعلت خطب مشايخك وأمرائك الذين تتبعهم وتتخذهم قدوة ونبراساً، السؤال.. من كانت كلماته هى الرصاص القاتل؟، من حاول أن يجعلك تقرأ التاريخ الإسلامى بعين ناقدة، أم من مجد وروج لمشاهد القتل والذبح فى هذا التاريخ وجعلها من صلب الدين؟!، أنا مندهش من ممثل يوزع تهم الإلحاد والكفر يميناً ويساراً على الناس، ويدخل هذا الجنة ويرمى ذاك فى النار!!، هل استغنى عن كارنيه نقابة الممثلين ليمتلك كارنيه نقابة الموصلين.... أقصد الموصلين للجنة؟!، من يحتقر الفن ويحتكر الإيمان يستحق هذا المصير من السوشيال ميديا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوشيال ميديا تثأر لفرج فودة السوشيال ميديا تثأر لفرج فودة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon