توقيت القاهرة المحلي 14:45:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حذاء الرجل الأبيض وعنق الرجل الأسود

  مصر اليوم -

حذاء الرجل الأبيض وعنق الرجل الأسود

بقلم: خالد منتصر

هناك زاوية مقربة ومرعبة للقطة خنق جورج فلويد بواسطة الشرطى الأمريكى، يظهر فيها حذاء الشرطى الأمريكى الأبيض بجانب عينى المخنوق الأسود، العينان مرعوبتان، متوسلتان، تصرخان قبل الفم «لا أستطيع أن أتنفس»، هذه الصورة أشعلت أمريكا، وأخرجت ما تحت السطح، وخدشت كل سطح الماكياج، ومزقت القناع الهش، صورة صحفية تغنى عن ألف مجلد، وأكثر ثراء من كل قواميس الأرض، هل كانت كل معارك ونجاحات السود وخطب مارتن لوثر كنج وانتخاب أوباما مجرد مسرحية هزلية؟!، ماذا حدث؟، كلها أسئلة حائرة تتطلب إجابات حاسمة، والمدهش ما حدث بعدها فى ولايات أمريكا خارج مينيابوليس التى وقعت فيها الحادثة، فعلامة الاستفهام الغامضة صارت علامات أكثر غموضاً، فمن الطبيعى أن تحدث مظاهرات غاضبة، فالحادث ظالم، والمشهد مرعب، ومهما حدث فالقانون أمامك استخدمه حتى أعلى سقف، لكن لا تقتل فرداً أياً كان خنقاً ما دمت كشرطى قد تمكنت منه وقمت بشل حركته، لكن أن تتجاوز المظاهرات فى قارة الأحلام والثراء والرفاهية نطاق الاحتجاج إلى السلب والنهب والسرقة، هذا هو السؤال الذى يفرض نفسه، ما الذى يجعل غريزة العدوان تلتهب ويعود الإنسان إلى بدائيته وشراسته الأولى واندفاعه الغريزى الفوضوى؟، فالفيديوهات تنقل مشاهد مزعجة وصادمة ولا مبرر أو تفسير لها بفقر أو حاجة أو عوز، فنحن نشاهد رجلاً يدخل إلى محل نايكى للملابس الرياضية ويخرج حاملاً ثلاثة أحذية رياضية ليركب سيارته الفور باى فور، وسيدات يدخلن إلى محل لوى فيتون ليخرجن حاملات حقائب ليضعنها فى سياراتهن الفاخرة، مشاهد حرق وتكسير وتدمير، هى من مخزون الغرائز البدائية التى كنا قد ظننا أن الحضارة قد جعلتها من النفايات، لكن اتضح أنها كانت مجرد قشرة حضارة من طلاء هش على خواء، وللأسف لا فرق بيننا وبينهم، حتى لا يسارع أحد فيقول إن شعوبنا استثناء لأننا لدينا ثراء روحى ودينى على عكسهم، فقد شاهدنا مثل تلك المشاهد من قبل، اقتحامات للمولات ولكارفور.. إلخ بعد ثورة ٢٥ يناير، وشاهدنا من يخرج حاملاً مجوهرات ألماظ، ومن يخرج حاملاً علبة تونة!!، ومن أحرق سيارة، ومن قام بتبوير أرض زراعية ليبنى عليها، لدرجة أن قرى كثيرة اختفت حقولها فجأة وتحولت إلى غابات أسمنت، والسؤال هل الإنسان حتى فى أعلى البلاد تعليماً وتحضراً يحتاج إلى رجل الشرطة القوى دائماً ولا يمكن أن نتركه لضميره المتحضر؟، وهل يحق لمن تنمروا على لون بشرة شيكابالا أن يعلنوا ويدعوا غضبهم لجورج فلويد؟، وما الوسيلة لقتل الفكر العنصرى فى العالم؟، ومتى يتوقف هذا الجنون؟، وما معنى التحضر؟، وهل يوجد ما يسمى بالمساواة المطلقة فى القانون بالفعل؟، علامات استفهام أتمنى أن توضع على طاولة التشريح حتى نطمئن على أننا قد تجاوزنا مرحلة إنسان الكهف، لكن هل نطمئن فعلاً، أم نظل نتساءل سؤال أمل دنقل «ومتى القلب فى الخفقان اطمأن؟».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حذاء الرجل الأبيض وعنق الرجل الأسود حذاء الرجل الأبيض وعنق الرجل الأسود



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 10:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 04:48 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مصمم استعراضات "فرقة رضا" المصري حسن عفيفي

GMT 22:50 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

رقم مُخيب ل جونزالو هيجواين أمام نابولي

GMT 16:22 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعلن توقيع غرامة مالية علي أفشة وفقاً للائحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon