توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقامات بديع الزمان الطالبانى

  مصر اليوم -

مقامات بديع الزمان الطالبانى

بقلم: خالد منتصر

بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد، والعمر المديد، أن هناك نوعاً من فن التمثيل، ظهر فى أرض الهرم والنيل، لم يحدث منذ عصر التنين والماموث، اسمه التمثيل عبر البلوتوث، الممثل لا يلمس الممثلات، الأحياء منهم والأموات، واشترط ذلك عند كتابة العقود، وكتبها فى كل البنود، أنا أمثل دور الروبوت، والممثلة سأصافحها بالقفاز والريموت، ولكيلا يكون ثالثهما الشيطان، اشترط أن يوضع فى الاستوديو مأذون وبارافان، وانتشرت بعدها فى أرض المحروسة، دراما المواعظ المهروسة، التى تظهر فيها البطلة بالنقاب الأفغانى، والبطل بالجلباب الباكستانى، ويمرض العشاق المجرمون فيها بالإسقربوط، ويلتهم عيون المحبين الفساق الأخطبوط، عقاب سماوى لمن تجرأ على اللمس، لذلك عرضوا الحلقات منعاً للبس، على هيئة كبار العلماء، ومفتى الديار والحكماء، وتسابقت شركات الإنتاج من كل الثغور، من شركة القعقاع لشركة التوحيد والنور، وكانت باكورة الإنتاج العظيمة، مسلسل نفحات الإيمان فى حسن ونعيمة، والباقيات الصالحات فى دنيا الاتصالات، ومسلسل أعطنى القنبلة والسكين، فأنا ذاهب للحور العين، والمثير للدهشة والصدمة والاستغراب، هو انتشار نظرية المرأة الحلوى والرجل الذباب، وهى نظرية جديدة على بلد الحضارة وفجر الضمير، قبل أن يزحف عليها التصحر الشرير، فقد كانت المرأة ملكة ذات عرش وتاج، قبل أن تكون سبية لها احتياج، وكان فن التمثيل سر قوتها، والدراما عنوان ثقافتها، لم يكن الشعب يخجل من الممثلين والممثلات، ولم تكن هناك دور فتوى للمسلسلات، كان الفن عندهم إما ردىء أو جيد، وكان الفن الصادق هو السيد، قبل أن يحتل النفاق أمخاخ الأنام، ويصبح تقييم الفن بالحلال والحرام، وينتقل الفن من مصدر إلهام وأنوار، إلى حلقة ذكر وكودية زار، كان المتفرج قديماً فى تلك البلاد، وقت أن كان الدين معاملة العباد، يقيس الفن بإبداع الفنان، فصار يقيسه بطول الفستان، وكان يبحث فى القصة عن الإيقاع والتجانس، فصار يبحث فيها عن عدم التلامس، كان يبكى بحرقة فى قصص الحب والغرام، لكنه الآن يدخل بعدها الحمام، قبل عصر الادعاء والمدعين، ومرضى الازدواجية والمنافقين، كانوا يفخرون بنجماتهم، وكانوا أخلاقيين مع بناتهم، قبل أن تسود الطقوس والشكليات، ويسود معها التحرش وتدنى الأخلاقيات، وصار من يصرخ واإسلاماه أمام الشاشة، مدمناً لمواقع البورنو يعانى من هشاشة، يصرخ وكأن الدين سينهار من تمثيل الحب والحنان، وسيحتلنا بعدها التتار والرومان!!، وخرج علينا فى هذا الزمان، متأثراً بهذا اللاتلامس وذلك الجنان، طبيب جراح داعشى قائلاً يا عيب الشوم، الورع يجبرنى على استئصال الرحم من البلعوم، وهنا أدرك شهرزاد الصباح، بعدما أقيمت الأفراح والليالى الملاح، احتفالاً بتحويل استوديو الفنان، إلى كهف فى جبال طالبان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقامات بديع الزمان الطالبانى مقامات بديع الزمان الطالبانى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon