توقيت القاهرة المحلي 21:09:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

  مصر اليوم -

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

بقلم: خالد منتصر

عندما قرأت دفاعات بنات كثيرات عن الدعاة وذوى المزاج السلفى من الذين يتهمون البنت بأنها هى السبب فى التحرش وإثارة الذكور بملابسها، تأكدت من أن بعض النساء المصريات يعانين بالفعل من متلازمة ستوكهولم، تعرّف متلازمة ستوكهولم على أنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الشخص المضطِهد، أو المختطِف، أو الذى ضربه بشكل مبرح، أو اغتصبه، فيُبدى الشخص ولاءه للمعتدى، تم اشتقاق اسم هذه المتلازمة من عملية سرقة بنك حدثت فى ستوكهولم فى السويد عام 1973م، تم فيها احتجاز أربع رهائن، هم رجل وثلاث سيّدات، لستة أيام متواصلة، وخلال فترة الاحتجاز وفى ظلّ ما كانوا يشعرون به من ضغط، أخذ الرهائن فى الدفاع عن تصرّفات اللصوص، واللوم على الجهود المبذولة من قِبَل الحكومة فى سبيل إنقاذهم، وبعد مرور أشهر على انتهاء المحنة، استمرّ الرهائن فى إعلان الولاء لخاطفيهم، لدرجة أنّهم رفضوا الشهادة ضدّهم، بل ساعدوا المجرمين فى جمع الأموال اللازمة للدفاع القانونى عنهم، فعندما أجد صفحات على الإنترنت تدعو لتعدد الزوجات، هذه الصفحات تحت إشراف بنات وسيدات!!، وعندما أعرف بالإحصاءات أن أكثر من تجر البنت وتسحلها وتجبرها على إجراء الختان هى الأم أو الجدة التى عانت من ويلات هذا السلوك البربرى!!، عندما أسمع البنات يقلن نعم نحن السبب فى التحرش بملابسنا المثيرة لهرمونات وذكورة الرجل!، عندما أرى الجارة هى التى تضرب طفلتها لإجبارها على الحجاب، وعندما أجد المدرسة تقص شعر طفلة فى الفصل، لأنها لم ترتده!!، عندما أرى وأسمع فنانات يشتمن الفن ويعلنّ أنهن يعرفن جيداً أنهن يشتغلن فى مهنة حرام وأنهن فى انتظار الهداية.. إلخ، عندما أقرأ وأسمع كل هذه الأفكار، أجد نفسى أمام مازوخية نسائية، وكأنهن يمارسن طقس عاشوراء، يضربن أنفسهن بالسكاكين حتى النزف وأحياناً الموت،غسلوا دماغ المرأة حتى صارت مدافعة عن قيودها، مقاتلة فى سبيل مهانتها، شوهوا وجدانها وعقلها وسمموا روحها حتى باتت تدعو لتزويج زوجها امرأة ثانية وثالثة ورابعة وبكل فخر وسعادة!!، أفقدوها حتى إحساس الغيرة!!! أقنعوها بأن تكون مجرد جارية ضمن حريم!! كل هذا بدعوى أنها هكذا تدافع عن الدين وتطبق الشرع!! أقنعوا الأم التى تحمل جرح الختان الذى أهدر أنوثتها وكرامتها، أقنعوها بأن طفلتها عار ولا بد من أن تختنها حتى تطفئ نار شهوتها الجامحة!، زيفوا وعى الأمهات بأن البنت فى مصر «بتفور» بسرعة وكأنها حلة لبن، ومن الضرورى تزويجها وهى طفلة، وقد أفتى الشيخ علان بأنها تستطيع احتمال الوطء، «ويا ريت فى أى حفل فرح قريب تخليها ترقص حبتين يمكن تلقط لها عريس قبل ما القطر يفوتها»!!، وفى الزواج تظل الأم تدين ابنتها فى كل خلاف مهما كان ظلم الزوج لها وتعنته، فتهمس لها بأن من تتمنع تظل الملائكة تلعنها حتى الصباح!، أما لو تم الطلاق فراراً من الجحيم فهذه هى المصيبة الكبرى، تجلدها الأم ونساء الأسرة بسياط منقوعة فى زيت الكراهية، فتصبح ملفوظة منبوذة لأنها فقدت الظل والحماية و«تبطرت» على النعمة، لم أتخيل فى يوم من الأيام أن تطالب امرأة وتلح فى طلبها بأن تدخل زنزانة وتصر على أن تلقى بمفتاحها فى المحيط وترفض معرفة باسوورد باب النجاة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 10:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 04:48 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مصمم استعراضات "فرقة رضا" المصري حسن عفيفي

GMT 22:50 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

رقم مُخيب ل جونزالو هيجواين أمام نابولي

GMT 16:22 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعلن توقيع غرامة مالية علي أفشة وفقاً للائحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon