توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوبيا التغيير

  مصر اليوم -

فوبيا التغيير

بقلم: خالد منتصر

أتعجب وأندهش من كم السباب والشتائم والسفالات التى يتعرض لها كل من يكتب فكراً مخالفاً للسائد خاصة الفكر المخالف لما يتحدث به الدعاة ورجال الدين، قاموس الشتائم وضيع إلى حد العفن، ولهجة التهديدات عنيفة إلى حد البلطجة، والعجيب أنك عندما تدخل على صفحات التواصل الاجتماعى لديهم تجد كلها أدعية وأذكاراً وآيات وأحاديث، وكأنهم ملائكة تحلق فى الفردوس، هذه الازدواجية تفسر على أنها فوبيا التغيير، الخوف من أن تقتحمنى الفكرة المختلفة، أو يؤثر على عقلى الرأى المغاير، فيصبح سلوكى عدوانياً، وأسب وألعن كميكانزم دفاعى ضد تلك الأفكار، وخوفاً من الفتنة، كما يسمونها ويطلقون عليها فى مصطلحاتهم، لديهم وسواس الثبات وهستيريا الاستقرار على المألوف والسائد، الشتائم أسوار حماية تتحول إلى زنزانة يتنفسون فيها سموم أفكارهم الفاشية، يلقحونها وتلقحهم وتتوالد سرطاناً مدمراً، لا يعرفون أن التقدم لا يحدث إلا بمراجعة تلك الأفكار التى يسمونها ثوابت، كل منهم يخترع ثوابته ويجعلها فولاذية لا تخترقها إعادة الرؤية أو اختلاف النظرة، هو مستمتع بخدر الدفء اللذيذ للقطيع، هو منتعش بكسل النوم المعطل للفكر والحواس، فما أن توقظه طالباً منه التفكير والتحليل، ما أن ينتفض ويلطمك بسفالاته وكأن نحلة لدغته.

عن هذا المعنى وصلتنى رسالة من الكابتن طيار حورس الشمسى وهو مثقف مستنير وصاحب فكر ورؤية، يقول فيها:

يقابلنا يومياً من يسبوننا لأننا نهز موروثاتهم ويلعنوننا لأننا نكشف خرافية معتقداتهم.. وتتعجب ممن يسبك لمحاولتك تغيير ثوابته السياسية مع أنه هو نفسه قد نجح فى تغيير ثوابته الدينية أو العكس.

هذا يرجع للإصابة بدرجات مختلفة من هذه الفوبيا.. metathesiophobia أو الخوف من التغيير.. التأصيل البيولوجى لهذا الخوف هو أن عقلك البدائى يقول لك «طالما أن منظومتك العقلية الحالية أبقتك على قيد الحياة حتى الآن إياك أن تغيرها».

فعقلنا البدائى لم يعِ بعد أننا لم نعد نحيا فى الكهوف والغابات ولم نعد مطاردين من الحيوانات المفترسة كإجراء روتينى يومى.. ولذلك يتعامل مع موروثاتك الثقافية والدينية والسياسية بل وعاداتك وتقاليدك وحتى وساوسك القهرية وكأنها هى التى أدت بك إلى النجاة حتى الآن من هذه الأخطار وطالما أنك على قيد الحياة حتى الآن فلابد أنها ناجحة ولا يجب أن تغيرها.. غير عالم أن ما أوصلك بسلام لهذه النقطة فى الزمن هو الطعوم واللقاحات والتطور العلمى والإنسانى (الذى لقصر مدته فى التاريخ التطورى لم يتجذر بعد فى عقلنا البدائى).

معرفتك بهذه الحقيقة تساعدك على التغير والتغيير متفهماً ومتغلباً على مخاوفك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوبيا التغيير فوبيا التغيير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon