توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل مات فن الكاريكاتير المصرى؟

  مصر اليوم -

هل مات فن الكاريكاتير المصرى

بقلم: خالد منتصر

المجتمع الذى يموت فيه فن الكاريكاتير، لا بد أن يراجع نفسه ويشحذ أسلحة مواجهته وأدوات تحليله ويبدأ دراساته المعملية فى علم النفس والاجتماع والسياسة، فالكاريكاتير هو علامة الصحة العقلية، ومنفذ بخار الغليان، وترمومتر الغضب المحسوب والنقد المتزن والسخرية اللاذعة التى توقظ ولا تجرح، أرى الآن رسامى الكاريكاتير فى الصحافة المصرية يتقلصون حتى نستطيع أن نعدهم على أصابع اليد الواحدة، أنا شخصياً، وربما يكون تقصيراً منى، لم أعد أعرف أو أتابع على الساحة إلا الموهوب عمرو سليم، بالطبع هناك آخرون، لكن لم يعد هناك تيار، لم تعد هناك مدارس، أقول هذا لأننى عشت زمن رسامى الكاريكاتير الذين يعد كل واحد منهم مدرسة قائمة بذاتها، دخلت دار روز اليوسف وأنا طالب وشاهدت خلية النحل الكاريكاتيرية، الفنان حجازى الذى شكل ذوق جيلى الفنى من خلال رسوماته فى مجلة «سمير» وعلى رأسها «تنابلة السلطان»، شاهدته نجماً ترجم لى مصر فى شكل البنت الجميلة التى يجرى وراءها النيل، ما زلت أتذكر رب البيت بجلبابه المخطط والانفتاحى بشاربه الهلالى، حتى ورك الفرخة المميز الذى كان يتألق دائماً على مائدة الغلابة بطعم، وعلى مائدة الأثرياء بطعم آخر، «الليثى» بخطوطه التى كانت تبدو لك نعكشة بدبوس، وإذا بها قنبلة سخرية كاسحة لكل بديهياتك، بهجت فيلسوف الكاريكاتير والضحكة المغموسة فى المرارة، الذى يعتبر التعليق ثرثرة ما دام الرسم يمنحك الفكرة، ما زلت أتذكر سلسلته العبقرية حكومة وأهالى فى جريدة الأهالى، هناك كتيبة كاملة منهم رؤوف وزهدى ورجائى ونيس الذى هاجر ليصبح معالجاً نفسياً بالكاريكاتير، كانت هناك فى الأهرام كتيبة المواهب المتفردة صلاح جاهين الذى كانت معاركه لا تهدأ مع قوى الرجعية الدينية والاجتماعية، ومنها معركته مع الشيخ الغزالى، التى تحتاج مقالاً مستقلاً، وفى الأخبار كانت هناك تجربة مصطفى حسين وأحمد رجب، رحبانية الكاريكاتير فى الأخبار، الجريدة الوحيدة التى كانت تقرأ من الصفحة الأخيرة، لأننى عشت هذا الزخم فأنا منزعج، «مخضوض» من اختفاء وانحسار الكاريكاتير المصرى، هل هو انخفاض سقف تعبير؟، هل هى ندرة وجود شخص يجمع ما بين الخط المعبر والفكرة الساخرة؟، هل هو وجود منفذ الفيس بوك الذى صدر إلينا أن النكتة هى القباحة، وأن الكوميكس هو الكاريكاتير؟، هل هو التباس معنى الكوميديا على الشباب الذى تصور القلش والتنمر هو فن الكاريكاتير؟، هل هو عدم القدرة على الاختزال وتضخم غدة الثرثرة والرغى فى ثقافتنا المصرية الآن، التى تقيس مثلاً المذيع الناجح بقدرته على الرغى بدون ضيف والاستفراد بالمشاهدين لمدة ساعتين فى رغى ولت وعجن؟، هل هى كل تلك العوامل مكتملة؟، أنتظر الإجابة وفتح ملف دخول الكاريكاتير مرحلة الموت الإكلينيكى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مات فن الكاريكاتير المصرى هل مات فن الكاريكاتير المصرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon