بقلم: خالد منتصر
أكثر مرضى الأمراض المزمنة إهمالاً فى التعامل مع الكورونا «كوفيد ١٩»، هو مريض الضغط، لديه ثقة زائدة زائفة فى أنه لاعلاقة بين ارتفاع الضغط وسهولة العدوى أو زيادة الخطر أثناء وباء كورونا، نتيجة فهم خاطئ، وهو أن الضغط مجرد رقمين زائدين «بسط ومقام»، وقوة نبض ومعافرة ضخ دم فقط لا غير، ولا تأثير آخر له على مناعة أو أجهزة أخرى، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً، لذلك يجب الحذر.
آخر نصائح جمعيات القلب هى أنه إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فمن المستحسن توخى مزيد من العناية لحماية نفسك أثناء تفشى الفيروس التاجى (COVID-19). فقد أظهرت الأبحاث المبكرة أن الأشخاص المصابين بهذه الحالة قد يكونون أكثر عرضة للعدوى COVID-19، وتكون أعراضهم أسوأ، ونسبة وفياتهم أعلى، تشير البيانات الواردة من الصين وإيطاليا -البلدان اللذان أصيبا بالفيروس مبكراً- إلى ارتفاع خطر الإصابة بعدوى COVID-19 ومضاعفاته بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فى الصين مثلاً، كان 25 ٪ إلى 50 ٪ من الأشخاص الذين جاءوا إلى المستشفيات مصابين بفيروس الكورونا يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو حالة صحية أخرى، مثل السرطان أو مرض السكرى أو أمراض الرئة، فى إيطاليا، كان أكثر من 99٪ من الأشخاص الذين ماتوا بسبب الفيروس يعانون من هذه الحالات، و76٪ منهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، من المرجح أيضاً أن نسبة وفيات الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بسبب فيروس كورونا خطرهم أعلى بحوالى 6٪ من إجمالى السكان، لكن ما العلاقة؟
من ضمن التفسيرات ضعف جهاز المناعة الذى هو أحد الأسباب التى تجعل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والمشكلات الصحية الأخرى أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروسات التاجية، حيث تضعف الظروف الصحية طويلة الأمد والشيخوخة جهاز المناعة لديك، لذا فهو أقل قدرة على محاربة الفيروس، الاحتمال الآخر الذى طرحه البعض وما زال حوله جدل هو أن الخطر ليس من ارتفاع ضغط الدم نفسه، ولكن من بعض الأدوية المستخدمة لعلاجه -مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs). هذه مجرد نظرية، نظراً لعدم وجود بحث حتى الآن حول تأثير هذه الأدوية، إن وجدت، وتستند النظرية إلى حقيقة أن مثبطات ACE وARBs ترفع مستويات إنزيم يسمى ACE2 فى جسمك. ولإصابة الخلايا، يجب أن يلتصق فيروس COVID-19 بـ، ACE2. لكن حتى إجراء المزيد من الأبحاث، توصى جمعية القلب الأمريكية بمواصلة تناول دواء ارتفاع ضغط الدم على النحو الموصوف، إذا لم تفعل ذلك، فقد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، لذلك حافظ على دواء الضغط الذى تتناوله، هذا عن العلاقة بين الضغط وكورونا، لكن ماذا عن المضاعفات؟، فى حين أن الالتهاب الرئوى هو أكثر المضاعفات شيوعاً للفيروس، فإنه يمكن أيضاً أن يتلف نظام القلب والأوعية الدموية. وهذا هو السبب فى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وفشل القلب فى دائرة الخطر، يتسبب ضغط الدم المرتفع فى إتلاف الشرايين، وهذا يعنى أن قلبك يجب أن يعمل بجهد أكبر لضخ ما يكفى من الدم، بمرور الوقت، يمكن لهذا العمل الإضافى أن يُضعف قلبك لدرجة أنه لا يستطيع ضخ الكثير من الدم الغنى بالأكسجين إلى جسمك، ويمكن للفيروس التاجى أيضاً أن يضر القلب مباشرة، الذى يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص إذا كان قلبك بالفعل ضعيفاً بسبب تأثيرات ارتفاع ضغط الدم، قد يسبب الفيروس التهاباً فى عضلة القلب يسمى التهاب عضلة القلب، ما يجعل من الصعب على القلب ضخه، إذا كان لديك أيضاً تراكم plaques اللويحات فى الشرايين، فقد يجعل الفيروس هذه اللويحات أكثر عرضة للانفصال والتسبب فى نوبة قلبية، ماذا عليك كمريض ضغط أن تفعل؟، يقدم مركز السيطرة على الأمراض CDC النصائح التالية:
دائماً يكون لديك ما يكفى من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم والحالات الصحية الأخرى.
لا بد أن تكون مستعداً بأدوية خفض الحرارة، مثل الباراسيتامول.
الزم بيتك وحِد من التواصل مع الآخرين قدر الإمكان.
تجنب الزحام.
اغسل يديك كثيراً بالصابون والماء.
قم بتنظيف وتطهير جميع الأسطح التى يتم لمسها بشكل متكرر.
لقاح فيروسات التاجية غير متوافر حتى الآن، لكن الكلية الأمريكية لأمراض القلب توصى بأن تظل على اطلاع دائم على لقاحاتك الأخرى، سوف يساعدك إذا توافر لقاح المكورات الرئوية pneumococcal vaccine من الإصابة بالالتهاب الرئوى فوق فيروس التاجية، احصل أيضاً على لقاح الإنفلونزا، فمن السهل الخلط بين أعراضه والفيروس التاجى، ما قد يجعل من الصعب على الأطباء تشخيصك إذا مرضت.