بقلم: خالد منتصر
وصلنى هذا الرد من الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، كتبه الدكتور خالد جودت، المؤسس والرئيس الفخرى للجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، على الرسالة التى كان قد أرسلها د. محمد عبيد فى مقال «هل جراحات السمنة فيها ضرر قاتل؟»، يقول د. خالد جودت:
لاحظنا أن المقالة بها الكثير من المعلومات المغلوطة والمقدمة من د. محمد عبيد، وهو طبيب جهاز هضمى لا يمارس الجراحة، لكنه يستعمل بالون المعدة لإنقاص الوزن، وعنده بذلك ما يسمى فى العلم بتضارب المصالح، لأن مصلحته فى ترويج هذا العلم الزائف.
جراحات السمنة انتشرت فى العالم كله وليس فى مصر وحدها، نظراً لتفشى مرض السمنة المفرطة فى العالم، ورغم الانتشار الكبير لهذه الجراحات فإنها تعالج أقل من 1 بالمائة من المصابين بالسمنة المفرطة، الذين يعدّون بمئات الملايين. مئات الأبحاث العلمية أثبتت أن جراحات السمنة المفرطة هى الحل الوحيد لعلاج مرضى السمنة المفرطة، حيث فشلت كل الطرق الأخرى للعلاج، سواء بالرجيم أو الرياضة أو الأدوية أو ببالون المعدة لعلاج هذه الأوزان. «بالون المعدة» حدثت معه وفيات عديدة بمصر وبأمريكا، وهى ليست العلاج الآمن الذى يروج له، علاوة على أنها تسبب تمدداً كبيراً بالمعدة وبعد رفعها بعد 6 أشهر يصبح المريض غير قادر على السيطرة على كميات الأكل التى يأكلها، لأن حجم المعدة يصبح أضعاف الحجم الأصلى، وتحدث بعد ذلك زيادة الوزن إلى أثقل مما كان قبل وضع البالون.
بعكس ما قيل عن التأثير السلبى لجراحات السمنة على الحمل والإنجاب، فقد نشرنا الكثير من الأبحاث عن التأثير الإيجابى لجراحات السمنة على الحمل والإنجاب، حيث رأينا الكثير من السيدات وكن قد فشلن لعدة سنوات قبل الجراحة فى محاولات عديدة للحمل والإنجاب بالطرق العادية والحقن المجهرى، ورأينا هؤلاء السيدات يحملن وينجبن أطفالاً طبيعيين دون مساعدة بعد الجراحة. جراحات السمنة هى عامل مهم جداً لعلاج ضعف الإنجاب والعقم عند المصابات بالسمنة المفرطة، إلا أن السيدة الحامل بعد الجراحات يجب أن تهتم بأكل البروتين والخضار حتى تغذّى الجنين جيداً، وهنا يأتى دور جراح السمنة فى توجيه المريضة لأسلوب الأكل الصحى أثناء الحمل.
المغالطة الثانية هى فى زيادة نسبة حدوث سرطان القولون بعد جراحات السمنة، وهى مغالطة غير منطقية، لأن جراحات السمنة هى كلها جراحات على المعدة والأمعاء، وليس بها أى تأثير على القولون، وبذلك فإنه ليست هناك أى علاقة مباشرة، لكن من المعروف أن أسباب حدوث سرطان القولون على رأسها زيادة الوزن. السمنة المفرطة من المعروف أنها تؤدى لزيادة فرص حدوث سرطان الثدى والقولون والرحم والبروستاتا. ومنذ أعوام طويلة ثبت أن نزول الوزن وعدم العودة للزيادة تقلل نسب الإصابة بالسرطان. كذلك طريقة قراءة الأرقام فى البحث تختلف، حيث يقول البحث إن هناك 46% زيادة فى حدوث سرطان القولون بعد جراحات السمنة وهذا معناه أن نسبة حدوث السرطان هى 4.4 بالمائة ألف بدلاً من 3 بالمائة ألف، وليس معناه أن 46% من المرضى يصابون بالمرض، وهذا سوء تقديم لمادة علمية لتضارب مصالح مرة أخرى.
هناك العشرات من الأبحاث التى أرفقناها تثبت انخفاض نسبة حدوث السرطان، خاصة سرطان القولون بعد جراحات السمنة.
أما عن موضوع تكسير العظام فهو عكس الحقيقة العلمية، حيث إن التحاليل الكاملة، التى تجرى لمرضى السمنة المفرطة قبل وبصورة دورية بعد الجراحة أثبتت وجود نقص شديد فى فيتامين «د» عند المصريين والعرب بوجه عام، ودون جراحة. هذا النقص يؤدى إلى هشاشة العظام وتكسير العظام. كل جراحات السمنة تحتاج لأخذ الفيتامينات والكالسيوم بعد الجراحة، ولاحظنا أن الالتزام بأخذ الكالسيوم وفيتامين «د» هذا يؤدى لارتفاع نسبة فيتامين «د»، وتحسن معدلات الهشاشة، وعلى ذلك فإن مرضى الجراحات الذين يلتزمون بأخذ الفيتامينات والأملاح بعد الجراحة تتحسّن عندهم صحة العظام.
تضارب المصالح أدى إلى كتابة قائمة كبيرة بمضاعفات الجراحة وكأنها مضاعفات خاصة فقط بجراحات السمنة والمعروف أن أى جراحة تحدث معها المضاعفات بنسبة بسيطة، ودور الجراح يأتى فى تشخيص وعلاج المضاعفات. وممكن أن نسرد قائمة طويلة بمضاعفات بالون المعدة، وأهمها الفشل فى نزول الوزن، وعودة زيادة الوزن، وانفجار المعدة والمرىء، وانسداد الأمعاء، والالتهابات المزمنة بالمعدة، وأيضاً حدوث وفيات.
مرفق الكثير من الأبحاث العلمية السليمة التى تفنّد ما ذكرناه ونشكركم على إتاحة الفرصة للرد وتصليح المعلومات التى ذُكرت بالمقال على لسان د. عبيد.