بقلم: خالد منتصر
الآن فهمت عندما شاهدت الجالية المصرية فى أستراليا، لماذا أطلق المستشار أمير رمزى على مؤسسته التى تقدم يد الخير والعون للغلابة والمعدمين اسم راعى مصر، ففضلاً عن أن الراعى هو الله، فهناك حب المصريين لبلدهم هو الراعى والحارس، الذى حتماً سينهض به للأمام، فقد شاهدت كم يعشق المصريون المهاجرون إلى تلك القارة البعيدة تراب مصر، يحملونها معهم كالوشم على جدران القلب وفى ثنايا الروح والوجدان، جالية مشرفة، تضم ألمع الأطباء والصيادلة والمهندسين والقانونيين، عندما سافر ابن عائلة رمزى البار، رئيس مجلس أمناء مؤسسة راعى مصر، إليهم يطلب منهم مساعدة الغلابة، لم يتأخر منهم أحد، منهم مَن ساهم فى بناء البيوت التى بلا سقف، ومنهم مَن تولى إعالة الأسر الفقيرة، أو ساعد فى نفقات تعليمهم، ومنهم من تحمل تكلفة الموبايل كلينيك، وهى السيارة التى تعمل كمستشفى متنقل تذهب إلى أقصى قرى الصعيد لتعالج من لا يملك ثمن أجرة السفر فضلاً عن الدواء، كل الدعم والعطاء قدموه وبكل حب، وهناك شاهدت شباباً مصرياً، وُلدوا فى أستراليا، وصاروا من كبار رجال الأعمال هناك، ونزلوا لخدمة الغلابة فى سوهاج والمنيا، ليمسحوا الدموع ويخففوا آلام مَن هم فى العراء، مَن هم بلا سند، وأحسوا أن تلك المؤسسة هى سندهم وظهرهم، هؤلاء الشباب هم ملح الأرض فعلاً، وتعلمت منهم الكثير، عندما شاهدت آلاف البيوت التى بُنيت وأدخل لها الصرف والمياه والحمامات، والبنات اللاتى أكملن تعليمهن نتيجة توفير الدعم المالى، والعائلات التى تعيش على المشاريع الصغيرة، أحسست أن بداخلى طاقة إيجابية كبيرة، التكاتف الذى شاهدته هناك فى الجالية، وجهد وزارة الخارجية الرائع، من خلال قنصلنا فى سيدنى السفير ياسر عابد، أو قنصلنا فى ملبورن السفير محمد فخرى، كل هذا جعلنى أقول إن المصريين فى الخارج أكبر ثروة لا بد من استغلالها، إنهم آبار النفط الحقيقية التى لا تنضب، وقد أشادت الجالية أيضاً بجهد الوزيرة نبيلة مكرم، التى تتواصل معهم ومع شبابهم دوماً، وهى حلقة الوصل بينهم وبين مصر، والدينامو الذى لا يهدأ، باقة حب إلى كل هؤلاء، وجزيل الشكر وعميق الاحترام لراعى مصر.