توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة لا تلاوة

  مصر اليوم -

قراءة لا تلاوة

بقلم: خالد منتصر

يعد المفكر الراحل محمد شحرور مِن أهم مَن قدموا قراءة جديدة جسورة للنص القرآنى، وهو يعد من رواد مدرسة التفسير الجديد المعاصر القائم على الاستفادة من مساحة المعرفة الجديدة والعلوم الحديثة فى فتح نوافذ مختلفة ورحبة لهذه القراءة، إنها قراءة لا تلاوة، بحث عميق لا ترديد وتكرار واجترار، يقول «شحرور» فى أهمية تلك القراءة:

«ضرورة القيام بقراءة ثانية للنصوص الإلهية، خاصة ونحن فى بدايات القرن الحادى والعشرين، على ضوء النظم المعرفية المعاصرة، وذلك باختراق أصول الفقه التى لا يمكن أن يتم التطور والتقدم إلا باختراقها. لأن النصوص الإلهية بحاجة فى كل مرة لإعادة قراءة ثالثة ورابعة… حسب تغيُّر الأزمان وتقدُّم المعارف إلى أن تقوم الساعة، ولكل جيل أن يعيد قراءتها للاجتهاد لنفسه ضمن ظروفه ومعطياته ومتطلباته، وهى رسالة تستوعب كل الاجتهادات الإنسانية إلى قيام الساعة، وإن كان علماء الأصول قد قرروا نظرياً مبدأ «تتغير الأحكام بتغير الأزمان»، فإننا نقرر نظرياً وعملياً بعونه تعالى: «أن الأحكام تتغير أيضاً بتغير النظام المعرفى»، ولا عجب أبداً إن انتهينا فى قراءتنا المعاصرة لآيات الإرث فى ضوء الرياضيات الحديثة إلى أحكام ونتائج تختلف عن مثيلاتها عند أهل القرن الثامن الميلادى. فالمسألة أولاً وأخيراً ليست مسألة ذكاء وغباء، ولا مسألة تقوى وعدم تقوى، بل هى بكل بساطة مسألة إشكاليات نعيشها ونظام معرفى نقف عليه، سمحا لنا بأن نرى ما لم يستطِع السابقون رؤيته. ويجب أن يرى مَن يأتى بعدنا، بأرضيتهم المعرفية وإشكالياتهم المتطورة عنا، ما لم نستطِع أن نراه نحن ضمن إشكالياتنا ونظامنا المعرفى الحالى، بما أن الرسالة الإلهية (أم الكتاب وتفصيلها) رسالة إلهية مجردة، فإن أى اجتهاد فيها ضمن تفصيلها هو تشريع إنسانى مدنى ضمن حدود الله، وبالتالى نجد الاجتهادات الإنسانية النابعة عن مختلف القراءات لتفصيل المحكم اجتهادات حنيفية، ما يسمح بظهور التعددية والاختلاف فى الرأى فى القضية الواحدة. وهذا الأمر يؤسس لظاهرة الانتخابات والمجالس التشريعية والحد من مجال الفتوى ومجالس الإفتاء وإبقائها فقط ضمن حقل الشعائر دون أن تتعداه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة لا تلاوة قراءة لا تلاوة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon