بقلم : خالد منتصر
«ما دام هناك إسلام سياسى يسعى للحكم لن تستقر المنطقة»، كان تصريحاً مفصلياً وكاشفاً للرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائه مع الرئيس الأمريكى ترامب، بالفعل لا يمكن لسفينة الوطن أن تبحر، والإسلام السياسى يقرض فى خشبها ويمزق أشرعتها ويوجه دفتها إلى حيث مثّلث الخراب والبراكين، الإسلام السياسى بمصطلحاته المتحفية التى يستدعيها بترابها الخانق ودلالاتها التى تعتبر جرائم فى هذا الزمن، لذلك لم أندهش أن ضباع الفاشية الدينية وهوام الأرض قد أصدروا بياناً بعد هجوم «كمين التفاحة» يقولون فيه إن هذا الشباب، هذا الورد المفتح الذى استُشهد من المرتدين!!!!!!!، وأنهم سعداء بأنهم استولوا على الغنائم فى غزوة كمين التفاحة!!!، مرتد وغنائم وجزية.. إلخ، نفس المصطلحات المحنطة التى أخرجوها من الكهف، والتى يستخدمونها فى زمن الإنترنت بكل بجاحة ووضاعة، حزننا ودموعنا وجراحنا النازفة لن تنسينا الثأر من تلك العصابة الخائنة الإخوانية التى خرجت من رحمها كل تنظيمات الإسلام السياسى الإجرامية الإرهابية، أجنة الزومبى المشوهة، ابتسامتكم ستظل مشرقة فى القلب، ساكنة فى حناياه كالوشم، لكم منا كل الحب، ونعدكم بأن مصر التى استشهدتم من أجلها ستلحق بركب الحضارة وتحدّد البوصلة، وتمسك دفة العلم والسؤال والمدنية الحقيقية، سنتقدم عندما تلقى المحروسة بحمولة العفن الإخوانى من على سفينة التقدم والحداثة، وترمم ثقوب الغل والسواد والحقد والخراب التى أحدثوها فى قاع سفينة الوطن.
وجود الإسلام السياسى فقط حتى بدون سعى إلى الحكم هو فرامل تمنعنا من التقدم، وكوابح إن لم تشدنا إلى الوراء فهى قد تشلنا وتثبتنا فى مكاننا، فليست العبرة بوجودهم فى الحكم وتغلغلهم فى مفاصل الدولة فقط، لكن العبرة والخطر من تغلغل أفكارهم الفاشية الرجعية فى أدمغة الناس، فكر الكراهية للآخر لأنهم جماعة الأيدى المتوضئة والفرقة الناجية، فكر دونية المرأة واحتقارها سيخلق مجتمعاً أعرج كسيحاً، فكر احتكار الحقيقة سيؤدى بالضرورة إلى مجتمع متعصب ضيق الصدر يعانى من البارانويا، فكر الفضول والحشرية والتدخل فى شئون الآخرين واستخدام الدين فزاعة لحبس الآخر المختلف فى كتالوج الإسلام السياسى وعلى مقاس باترونه المتخلف.
سفينة الوطن التى تريد الإبحار إلى الضفة الأخرى حيث التقدم والتحضر والحداثة، لن تستطيع التحرك من على الشاطئ والخروج من المياه الإقليمية للتخلف وهى مثقوبة بالإسلام السياسى ثقباً مساحته واسعة، وعمق حفرته مرعب، لأن من صنعوه لا يعرفون علماً، ولا يصنعون فناً، ولا يبتكرون إبداعاً، ولا يمارسون لطفاً أو بهجة أو مرحاً، والمهم لا يمتلكون إنسانية.