بقلم: خالد منتصر
استيقظت لندن على فاجعة، فقد أكدت الشرطة البريطانية مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين فى هجوم نفذه رجل بسكين على مجموعة من المارة قرب جسر لندن يوم الجمعة، وقالت قائدة شرطة لندن، كريسيدا ديك، للصحفيين: «بقلب حزين أبلغكم أن اثنين من المصابين فى هذا الهجوم قد فقدا حياتيهما.. هذا بخلاف المشتبه به الذى قُتل برصاص الشرطة»، واتضح أن القاتل إرهابى تائب!!، وقال عمدة لندن، صادق خان: «لن نسمح للإرهاب أن يهدد مدينتنا أو وحدتنا»، مؤكداً أن «حادثة جسر لندن عمل معزول ولن نسمح للإرهابيين بتغيير مسار حياتنا اليومية».
أبشرك أيها العمدة العزيز بأنك واهم وأن هؤلاء سيهددون مدينتكم رغماً عن أنوفكم، وسيغيرون مسار حياتكم إلى زمن أهل الكهف إذا ظللتم مصرين على العيش فى وهم أن العقرب سيحمل الضفدع آمناً ويعبر به إلى شاطئ الأمان، للأسف بريطانيا تتجرع سم الثعابين التى رعتها وأغدقت عليها من الود والحنان ولم تستمع إلى تحذيرات بعض الدول التى نصحت بأمان وتجرد وللمصلحة المشتركة، ومنها مصر، بريطانيا سمحت بغزو المال القطرى لبلد الضباب وهى راعية الإخوان فى العالم كله، سمحت لهم باحتلال جميع مناحى الحياة هناك وخاصة الإعلام المكتوب والمرئى، منحت اللجوء لقتلة يطلقون من منصاتهم الإرهابية كل قذائف التكفير والتحريض تحت لافتات مراكز البحث والدراسات، أطلقت بريطانيا سراح هذا الإرهابى لأنه أجرى مراجعات وتاب!!، ودعته إلى كامبريدج للحوار، فخرج ليطعن شخصين على كوبرى لندن!!.
الإرهابى يا سادة لا يتوب، والمتطرف دينياً يظل طوال الوقت متوهماً أنه وكيل الرب على الأرض، والتيارات الليبرالية فى أوروبا كلها تعيش حالة من التعاطف مع السلفيين والإخوان تصل إلى درجة الهطل والحماقة تحت شعار الحوار والدمج وحقوق الإنسان، هم لا يدركون أن هؤلاء لا يعترفون بحوار، لأن الحوار هو بين الرأى والرأى الآخر، وليس بين الرأى ونفى الرأى، وهؤلاء ينفون الرأى ابتداء لأنهم يتحدثون باسم الرب، وآراؤهم هى وصايا إلهية، معهم فقط توكيلات السماء وتصاريح الجنة وكارنيهات حظيرة الإيمان ومفاتيح الفردوس، ولا دمج لهؤلاء لأن الدمج يحتاج إلى وطن وهم لا يعترفون بالوطن ولكن بالأمة ويسعون إلى الخلافة بلا حدود، هم يريدون الجيتوهات المرسخة للعزلة الرافضة والعدوانية مع الآخر، هؤلاء هم من رقصوا فرحاً لحرق كنيسة نوتردام وتفجير مترو بلجيكا ودهس برشلونة، وجعلوا من مفجرى مركز التجارة العالمى أيقونات جهاد!، هؤلاء لا يعترفون بحق الإنسان إنما بحق المؤمن بعقيدتهم وأفكارهم فقط، يعترفون بحق الفرقة الناجية فقط التى من حقها إقصاء الآخرين بل وقتلهم بتهم مطاطة مثل الردة والزندقة والكفر، يريدون تنفيذ قوانين صارت خارج التاريخ ومكانها يجب أن يكون متحف الفولكلور.
أوروبا تتآكل ديموغرافياً بسبب قلة الإنجاب بينما هؤلاء يتكاثرون كالأرانب ويتوالدون كالسرطان، أوروبا لا تعرف أن شعار هؤلاء المتطرفين «أعطنى صباعك، آكل ذراعك»!، يوافقون لهم على مدارس إسلامية خارج نظام التعليم فيحولونها إلى حصون تخلف متربصة بكيان الدولة، ومراكز دينية غير مراقبة فتصبح مفرخة إرهاب ومشتل تطرف، تبدأ العملية بتصريح ثم ينقلب إلى تمكين وميكروفون وخروج من الجدران إلى الشارع ثم فرقة متطوعين وكتائب أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، إن لم تستيقظ أوروبا ستنقرض وتتحول إلى «تورا بورا».