بقلم: خالد منتصر
خرج رئيس الوزراء البريطانى عن الركب العالمى وقرر اتباع سياسة مناعة القطيع بترك الأنشطة والمدارس... إلخ وكأن الحياة عادية حتى يسمح بالعدوى ويتيحها للجميع مضحياً بالبعض، قائلاً للشعب الإنجليزى «استعدوا لفراق أحبائكم»، كانت الصدمة عنيفة، وبعدها بفترة بسيطة تم التراجع الإنجليزى عندما أخبرتهم النتائج بأنه ستكون هناك كارثة مع تلك السياسة، توالت الأخبار بما فى ذلك وفاة 24 شخصاً آخر مصابين بـ COVID-19، وتقارير عن اختبار إيجابى لحديثى الولادة لفيروس كورونا، شهد يوم السبت الماضى ارتفاع عدد وفيات المرضى الذين يعانون من الفيروس التاجى فى المملكة المتحدة من 11 إلى 21، وتميل الوفيات إلى أن يكونوا من كبار السن الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، ويوم الأحد ارتفع عدد الوفيات إلى 35. حتى الساعة 9 صباحاً فى 15 مارس، تم اختبار ما مجموعه 40279 شخصاً مع 1372 نتيجة إيجابية.
كان الدكتور ستيفن غريفين، الأستاذ المساعد فى معهد ليدز للأبحاث الطبية، أحد الخبراء الذين علقوا على التطورات عبر مركز علوم الإعلام. وقال: «يمكن أن يشير ارتفاع عدد الحالات اليومية هذا الأسبوع إلى أننا فى بداية المرحلة الحرجة من وباء المملكة المتحدة، للأسف، أعتقد أنه يمكننا توقع المزيد من الزيادات اليومية فى كل من التشخيص والوفيات خلال الأسابيع المقبلة»، لقد توقفت حكومة المملكة المتحدة عن إغلاق المدارس وحظر الفعاليات الكبيرة، على الرغم من تعليق العديد من الهيئات الرياضية لأنشطتها، بما فى ذلك الدورى الإنجليزى الممتاز ولندن ماراثون، وقالت رسالة مفتوحة من العلماء، بما فى ذلك بعض طلاب الدكتوراه: «نعتقد أنه ينبغى اتخاذ تدابير إضافية وأكثر تقييداً على الفور، كما يحدث بالفعل فى دول أخرى فى جميع أنحاء العالم»، ومن بين الموقعين أساتذة ومحاضرون وباحثون فى علم المناعة والبيولوجيا والطب، بما فى ذلك جامعات أكسفورد وكامبريدج، وإمبريال كوليدج لندن، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائى، تقول الرسالة: «على وجه الخصوص، نحن منشغلون جداً بالجدول الزمنى للخطة المقترحة، والتى تهدف إلى تأخير إجراءات الإبعاد الاجتماعى أكثر، البيانات الحالية حول عدد الإصابات فى المملكة المتحدة تتماشى مع منحنيات النمو التى تمت ملاحظتها بالفعل فى بلدان أخرى، بما فى ذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، وتشير نفس البيانات إلى أن عدد المصابين سيكون فى حدود عشرات الآلاف فى غضون أيام قليلة»، كما أنه يشكك فى الاعتماد على زيادة الحالات التى تؤدى إلى مناعة القطيع: «لا يبدو السعى إلى (مناعة القطيع) فى هذه المرحلة خياراً قابلاً للتطبيق، لأن هذا سيضع NHS خدمة الصحة الوطنية فى مستوى أقوى من الإجهاد، ويخاطر بمزيد من الأرواح»، كتب السيد هانكوك: «لدينا خطة تستند إلى خبرة العلماء الرواد فى العالم، حصانة القطيع ليست جزءاً منها، هذا مفهوم علمى، وليس هدفاً أو استراتيجية، هدفنا هو حماية الحياة من هذا الفيروس، استراتيجيتنا هى حماية الأكثر ضعفاً وحماية NHS من خلال احتواء وتأخير والبحث والتخفيف»، وفى بيان قبل نشر الرسالة، وبعد الاجتماع الأخير للمجموعة العلمية الاستشارية للطوارئ (SAGE)، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: «نصحت SAGE التدخلات الفعالة المخططة التالية (حماية المستضعفين والعزل المنزلى) ستنشأ قريباً، «تدرس SAGE نماذج التدخلات الإضافية. ووافقت SAGE أيضاً على أنه وفقاً للممارسة العلمية الجيدة، سيتم نشر النماذج والبيانات التى ينظر فيها SAGE فى المستقبل».
قال كبير المستشارين العلميين السير باتريك فالانس والمستشار الطبى الحكومى البروفيسور كريس ويتى: «نحن نتعامل مع وباء سريع الحركة للغاية مع البيانات الناشئة من العديد من التخصصات والعديد من القرارات المعقدة والعلماء فى جميع أنحاء العالم يساعدون بعضهم البعض والحكومات والمجتمع للتعامل مع هذه الحالة الطارئة الدولية».
باختصار فشلت سياسة «مناعة القطيع» وتخلى رئيس الوزراء عن نصائح مستشاريه وقفز جونسون من السفينة حتى لا يحاكم تاريخياً.