توقيت القاهرة المحلي 03:51:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمل مصر فى زراعة الأعضاء

  مصر اليوم -

أمل مصر فى زراعة الأعضاء

بقلم: خالد منتصر

ظلت مصر تعانى وتكافح وتناضل ربع قرن حتى صدر القانون المنظم لزراعة الأعضاء، وأظنها ستظل ربع قرن آخر حتى تفعّل هذا القانون!

حتى هذه اللحظة القانون فى الأدراج، يغط فى نوم عميق، وما زال البعض يريد اختراع العجلة، ويعيد الجدل العقيم المقيت السقيم حول زرع الأعضاء وتعريف معنى الموت، ونقطة ومن أول السطر وتتكرر نفس نغمات الأسطوانة المشروخة، حالة متردية من التوهان العقلى أو ما أطلق عليه يوسف إدريس «التولة الاجتماعية»، هواية اللت والعجن والحكى فى المحكى، لكن اللت والعجن والتراخى فى تلك القضية ليس طق حنك ولكنه يكلفنا كل يوم أرواحاً، هناك جرائم قتل تحدث كل يوم نتيجة حالة اللامبالاة أمام الفزاعة التى يرهبنا بها معارضو زرع الأعضاء من الموتى إكلينيكياً.

وقد وصلنى القول الفصل فى تلك القضية منذ عدة أيام، وهو مجلد من جزأين تحت عنوان «لغز الحياة والموت.. أمل مصر فى زراعة الأعضاء»، للعالم الكبير والطبيب الحكيم أستاذ التخدير د.عبدالمنعم عبيد، ذلك الرجل الذى لا يختلف عليه اثنان فى خبرته وإلمامه بقضايا الصحة فى مصر، الكتاب لم يترك ثغرة إلا وسدها، ولا حجة إلا وقدمها، ولا نقداً إلا وفنده، فى الجزء الأول قدم بانوراما للتقدم المذهل فى عالم زراعة الأعضاء، والقفزات الخيالية التى قفزها العلم فوق الأسوار والموانع وحل بها مشكلات كانت منذ سنوات قليلة من المستحيلات، أما الجزء الثانى فهو قرص الدواء الشافى لعلاج تلك المشكلة المؤرقة، والتى هى عَرض لمرض ثقافى واجتماعى وفكرى قبل أن تكون مشكلة طبية.

استعرض د.عبيد أخلاقيات المهنة ككل ثم أخلاقيات زرع الأعضاء على وجه الخصوص، ووضح أنها ليست «جهجون» أو فوضى، ولكنها بروتوكولات لا تحتمل ولا تسمح بأى فهلوة أو اختراق.

فى فصل آخر تحدث عن تجارة الرقيق التى تتم فى سوق بيع الأعضاء والناتجة عن منع زرع الأعضاء من الموتى إكلينيكياً وليس العكس كما يروج المتدروشون، ويشير إلى أننا أكبر دولة فى حوادث الطرق وأكبر دولة فى عدد من يحتاجون زرع كبد وبرغم ذلك ما زلنا نصر على أن نقف فى المنطقة المظلمة الرافضة لزرع الأعضاء وتشاركنا طالبان! بينما العالم كله يزرع الأعضاء من الموتى إكلينيكياً.

أما أزمة الفكر الدينى الذى تحنط عندنا وتكلس ووقف عند زمن الأخلاط الأربعة وحجامة الدم الفاسد ومدة حمل الأربع سنوات...إلخ، وهو المتسبب فى رعب رجل الشارع والمسئولين أيضاً من إدخال القانون غرفة الإفاقة لتفعيله وبدء كتابة قبول التبرع على رخص القيادة ونشر ثقافة التبرع، ففى الحقيقة لم أجد أروع ولا أكثر إفحاماً من تفنيدات د.عبدالمنعم عبيد لكل تلك الفتاوى الدينية المانعة لهذه المنحة الربانية والعلمية والطبية، والمفضلة لالتهام دود الأرض لجثثنا على إفادة المرضى وإنقاذهم.

شكراً لأستاذنا د.عبدالمنعم عبيد على هذا الجهد الرائع، وأتمنى أن يوضع هذا الكتاب على رفوف كل المكتبات ليعرف الجميع ويتأكد أن الحياة تستحق، وأن العلم هو يد السماء الحانية علينا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمل مصر فى زراعة الأعضاء أمل مصر فى زراعة الأعضاء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon