بقلم: خالد منتصر
أتعجب من ممارسات البعض بعد قرار وزير الأوقاف بغلق المساجد تماشياً مع منع التجمعات والزحام، وهو من ضمن القرارات الاحترازية التى تأخرنا فيها عن دول إسلامية كثيرة سبقتنا فى القرار ومن ضمنها السعودية، تذكرنى تلك الممارسات بفيلم فجر الإسلام، فالبعض يذهب سراً فى تجمعات للزوايا وبعض المساجد لصلاة الجماعة، والبعض يخطب الجمعة بعد إغلاق الزاوية، ومنهم من يتجمع فى كومباوندات مغلقة، والبعض يحول سطح المنزل لمسجد بديل.. إلخ، وكأننا فعلاً نشاهد أحداث فيلم فجر الإسلام أو الشيماء، كل منهم يستحضر صورة عمار ابن ياسر أو بلال بن رباح والحجر موضوع على صدره فى هجير الصحراء، يصرخ أحد أحد والكافر يجلده بالسوط!!!، يا جماعة على فكرة مصر لم تعلن الحرب على الإسلام كما تتصورون وتشيعون، وحكومتنا ليست حكومة ستالين التى كانت تحارب الكنائس!!، والفيروس لم ينطق الشهادتين ويستثنى المسلمين!، مصر مثلها مثل أى دولة فى الكرة الأرضية الآن تمنع التجمعات والزحام وتتبنى سياسة العزل والتباعد الاجتماعى، للوقاية من الكورونا ومضاعفاتها وشراستها، يعنى باختصار الدولة ليست ضد صلاتك على الإطلاق ولكنها ضد محاولات انتحارك بالإصرار على خلق زحام مفتعل وتجميع مقصود، الدولة لا تقبض على من يصلى فى بيته، ولم تنشر شرطة الأمر بالإلحاد والنهى عن الإيمان لاقتحام البيوت ومصادرة السبح وسجاجيد الصلاة من المنازل، أنت حر فى أن تتعبد كما شئت فى بيتك، ولكنك لست حراً فى أن تنشر العدوى وتقتلنى وتقتل من فى الشارع ومن فى بيتك أيضاً بحجة أنك تصلى، فالله مع الإنسان وصحة الأبدان قبل طقوس الأديان، وما تفعله بإصرارك على تجميع الناس واقتحام المساجد أو الصلاة أمام أبوابها مع المئات والآلاف، هو سلوك من قبيل التحرش الدينى والشو الإيمانى، البعيد تماماً عن جوهر الدين وهو الضمير الذى يحتم عليك الحفاظ على المجموع والتخلى عن أنانية التعامل مع الدين كسلعة تستهلكها أنت حصرياً ومن بعدك الطوفان، أرى مزايدات رخيصة من بعض المصريين وهم للأسف ليسوا قلة وليسوا أميين، السعودية تمنع العمرة وتغلق الحرم ومن الممكن أن تمنع الحج، وما زال عندنا من يحرض على الدولة ويكفرها لأنها منعت صلاة التراويح، ولا يصدقون حتى شيوخ الأزهر الذين يخرجون عليهم بتصريحات صحفية وتليفزيونية لإقناعهم بأن النبى نفسه لم تكن صلاة التراويح بالنسبة له فريضة جماعية، لم يفرضها، وظلت التراويح فى زمن خلافة أبى بكر قضية غير مطروحة للجدل أصلاً، لم يفرض صلاة التراويح التى أساساً يختلف الفقهاء فى عدد ركعاتها، إلى أن جاء عمر بن الخطاب فاستيقظ هذا الطقس الدينى، الخلاصة أن صلاة التراويح ليست فريضة إلى هذه الدرجة التى يعتبر البعض منعها نهاية الدنيا وأفول الإسلام!!، والمدهش أن معظم من يتباكون ويعلنون الحرب على هذه القرارات منهم من اعترض على دفن الطبيبة، ومنهم من احتكر السلع ورفع أسعارها، ومنهم من خرج فى قنوات معادية يشتم الدولة ويحرض عليها ويقول من يستطيع أن ينشر العدوى فلينشرها.. إلخ!!، همسة فى آذان أهل التحرش الدينى، الله يسكن قلبك قبل مسجدك، الله يسمع إيقاع همسك لا صراخ ميكروفونك.