بقلم : خالد منتصر
تقرير منشور منذ يومين على موقع «Medscape»، أشهر موقع طبى فى العالم، أثار الذعر فى العالم كله، أكثر من مائة طفل تم اكتشاف إصابتهم بمرض شبيه بشلل الأطفال، فهل سيعود شلل الأطفال إلى العالم بعد إعلان نهايته فى معظم بلاد الدنيا، لنقرأ التقرير لنفهم ما سر الانزعاج، يقول التقرير:
هناك قلق متزايد بشأن حدوث ارتفاع حاد فى حالات الأطفال المصابين بالتهاب النخاع الحاد (AFM) لدى الأطفال الأمريكيين، وهى حالة نادرة تسبّب شللاً شبيهاً بشلل الأطفال يتصف بالضعف المفاجئ، أو فقدان العضلات فى الذراعين أو الساقين، واعتباراً من 16 أكتوبر، تلقت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC) تقارير من 127 مريضاً قيد التحقيق من أجل (AFM) فى 22 ولاية، منها 62 حالة تم تأكيدها على أنها (AFM)، يبلغ متوسط عمر الحالات المؤكدة نحو 4 سنوات، وقالت نانسى ميسونييه، مديرة المركز الوطنى للتحصين والأمراض التنفسية خلال تقرير إعلامى: إن «عدد الحالات المبلغ عنه اليوم هو عدد أكبر بكثير من الأشهر السابقة من هذا العام». وأوضحت أنه «مع تعزيز الجهود والعمل مع الإدارات والمستشفيات الصحية المحلية، تمكنا من تأكيد عدد من الحالات الجديدة المشتبه فيها بشكل أسرع».
واعتباراً من 30 سبتمبر، كانت هناك 38 حالة مؤكدة بـ(AFM)، كما ذكرت من قبل (Medscape) الطبية، ومن الآن فصاعداً، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) اليوم أنها ستقوم بإعداد تقرير عن عدد الحالات الجديدة ظهر كل يوم اثنين على موقعها الإلكترونى، كانت مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) تحقق بنشاط فى (AFM)، وتختبر العينات، وتراقب المرض منذ عام 2014، عندما تم اكتشاف زيادة فى الحالات لأول مرة فى عام 2014، كانت هناك 120 حالة مؤكدة فى 34 ولاية، وفى عام 2016، تم تأكيد 149 حالة فى 39 ولاية، وشدّدت ميسونييه على أن (AFM) لا يزال «نادراً للغاية. بشكل عام، فإن المعدل على مدى السنوات التى تم تشخيصها منذ 2014 هو أقل من 1 فى المليون».، وقالت أيضاً إنه لا يزال من غير الواضح ما الذى يُسبّب (AFM). وقالت: «نحن نعلم أن فيروس شلل الأطفال ليس السبب فى هذه الحالات. وقد اختبرت (CDC) كل عينات البراز من مرضى (AFM). ولم تكن أى من العينات إيجابية بالنسبة لفيروس شلل الأطفال». قد يكون سبب (AFM) فيروسات أخرى أو سموماً بيئية أو اضطرابات وراثية.
وقالت ميسونييه: «أنا محبطة، لأنه على الرغم من كل جهودنا، لم نتمكن من تحديد سبب هذا المرض الغامض». «على الرغم من الاختبارات المختبرية المكثفة، لم نقرر ما الذى يسببه العامل الممرض أو الاستجابة المناعية لضعف أو شلل الذراع أو الساق فى معظم هؤلاء المرضى. نحن لا نعرف من قد يكون أكثر عرضة لتطوير (AFM)، أو الأسباب التى قد تكون فى خطر أعلى». وأضافت: «نحن لا نفهم تماماً ما العواقب طويلة المدى لـ(AFM)، أو لماذا تماثل بعض المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بـ(AFM) بسرعة، بينما لا يزال الآخرون يعانون من الشلل ويتطلبون رعاية مستمرة؟».
يُذكر أن شلل الأطفال مرض فيروسى شديد العدوى يغزو الجهاز العصبى، وهو كفيل بإحداث الشلل التام فى غضون ساعات من الزمن. ينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص إلى آخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر فى الأمعاء. وتتمثّل أعراض المرض الأوّلية فى الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم فى الأطراف. وتؤدى حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة). ويلاقى ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع