بقلم : خالد منتصر
نشرت مجلة «روزاليوسف» تحقيقاً كارثياً فى منتهى الخطورة عن الحضانات والمدارس السلفية فى مصر، بالطبع مر مرور الكرام فى مجتمع ما زال مشغولاً ومهووساً بفستان رانيا يوسف، وسيظل يبحث عن فستان آخر ليفرغ فيه كبته ويقتل وقته، مجتمع ينتفض برلمانه ويقاضى محاموه فستاناً عارياً!، مجتمع يحتاج جراحة زرع عقل عاجلة فى ظل وساوس قهرية وهلاوس وضلالات وهستيريا تحتاج إلى مستشفى أمراض نفسية بحجم المجرة، لكنه مكتوب علينا ومقدر أن تجرفنا التفاهات والسفاسف ونغرق فى النفاق والشيزوفرينيا حتى رؤوسنا، النموذج الذى تحدث عنه التحقيق على ثلاث صفحات هو عن مدرسة المعتمدية السنية التى يملكها الشيخ محمد حسين يعقوب، صاحب غزوة الصناديق، المدرسة من الحضانة حتى الإعدادى، للبنين والبنات، وطبعاً ممنوع الاختلاط، تخدم المدرسة منطقة ناهيا وكرداسة، وكلنا نعرف مدى تغلغل السلفيين فى تلك المناطق وسيطرة التكفيريين عليها ولنا فى حادث قسم كرداسة البشع الأسوة السيئة، وبدلاً من بث مناطق النور فى المنطقة، إذ بخفافيش الظلام تملأ سماءها الملبدة بالغيوم أصلاً، مدرسة كل المدرسات والعاملات فيها منتقبات، الخمار مفروض على الطالبات منذ الحضانة، غير معترف بكتاب الدين الذى توزعه الوزارة على الطلبة، فلديهم منهج شريعة وفقه، ويدرس للطلبة دروس الحوينى وبرهامى!، تحية العلم ممنوعة، طابور الصباح أدعية وأذكار، كأننا فى تورا بورا أو قندهار، فى سن التشكيل نصنع ألغاماً بشرية من الأطفال، وبعدها نتساءل كيف صفق الناس وهللوا لمشهد إجبار الضابط على شرب ماء النار؟، ونندهش من زغاريد أهل المنطقة عند رؤيتهم لسحل الجثث فى كرداسة.. إلخ، الصحفية التى كتبت التحقيق تنكرت فى شخصية أم تريد التقديم لابنتها، ولأن ليس لديها بنت شقيقة فى المدرسة فهى تحتاج استثناء، نصحتها السكرتيرة لتحقيق هذا الاستثناء بأن تشتم الرئيس والعسكر أمام الإدارة وستحصل على كل الموافقات فوراً، فهذا هو جواز المرور إلى قلب وعقل الناظر والمالك الذى جند المنطقة لانتخاب «مرسى»!، نحن إذن فى منطقة مستقلة عن الدولة، عزبة لصاحبها «يعقوب»، هل الدولة نائمة والمجتمع فى غيبوبة يراقبون فقط شفافية الفساتين وارتفاع الجونلات؟، أين وزير التعليم؟، أين إدارة الجيزة التعليمية؟، بماذا سيفيد التابلت فى وطن باع عقله للفاشية الدينية؟، هل خرجنا فى 30 يونيو لنزرع مشاتل إرهابية فى ربوع الوطن؟، هل سنظل نحصر الإرهاب ونحاصر الإرهابيين فى تنظيمات سيناء فقط؟، أم أن هناك مستنقعاً فكرياً إرهابياً تبيض فيه الثعابين والحيات لتخرج من جحورها جحافل بالملايين تسمم آبارنا وتلدغ أحلامنا وتكسر عظامنا وتفرم أرواحنا وأحلامنا؟ خليكوا فى فستان رانيا يوسف العريان لغاية ما يجرفنا الطوفان.
نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع